وأخرجه أبو نعيم أيضاً ٧/ ١٦٥ من طريق ... عبادة بن صهيب، عن شعبة، عن محمد بن زياد، به. وانظر "تحفة الأشراف" ١٠/ ٣٢٢ برقم (١٤٣٦٨)، وجامع الأصول ٢/ ٥٥٩. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند أبي يعلى برقم (١١٢٢) وهناك استوفينا تخريجه. نقول: وهذا الحديث حلقة من سلسلة الأحاديث التي توضح أن العلاقات الاجتماعية تستند إلى قاعدة دينية أخلاقية تنميها وتغذيها، لأن الإسلام ينظر إلى مختلف العلاقات بين الفرد من جانب، وبين ربه، ونفسه، والناس أجمعين من جانب آخر، فيحددها، وينظمها، ويوزعها التوزيع العادل لينهض كل إنسان بما كلف به في حدود طاقته واستطاعته {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}. وبذلك تقوى الروابط لأن الرحمة، والرأفة، والإحسان، والشكر عليه ... كل ذلك يجعل أبناء المجتمع إخواناً متحابين، أهلاً لأن يمن الله تعالى عليهم بقوله: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} فهو الذي يفعلٍ ما يعجز عنه غيره {لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}. وانظر الحديثَ التالي.