وقال الخطابي في "معالم السنن" ١/ ١٣٤ - ١٣٥: "قوله: كذب أبو محمد، يريد: أخطأ أبو محمد، ولم يرد به تعمد الكذب الذي هو ضد الصدق، لأن الكذب إنما يجري في الأخبار، وأبو محمد هذا إنما أفتى فتيا، ورأى رأياً فأخطأ فيما أفتى، وهو رجل من الأنصار له صحبة، والكذب عليه في الأخبار غير جائز. والعرب تضع الكذب موضع الخطأ في كلامها فتقول: كذب سمعي، وكذب بصري، أي: زلَّ ولم يدرك ما رأى وما سمع ولم يحط به. قال الأخطل: كَذَبَتْكَ عَيْنُكَ أَمْ رَأيْتَ بوَاسِطٍ ... مَلْسَ الظَّلَام مِنَ الرَّبَاب خَيَالاً ومن هذا قول النبي-صلى الله عليه وسلم-للرجل الذي وصف له العسلَ: (صدق الله وكَذب بطن أخيك). وإنما أنكر عبادة أن يكون الوتر واجباً وجوب فرض كالصلوات الخمس دون أن يكون واجباً في السنة، ولذلك استشهد بالصلوات الخمس المفروضات في اليوم والليلة". (١) فم الصلح: نهر كبير فوق واسط- بينها وبين جبل -عليه عدة قرى، وعند فمه كانت دار الحسن بن سهل، وفيه بني المأمون ببوران بنت الحسن بن سهل، وقد خرب فأصبح ذكرى للذاكرين، وانظر معجم البلدان ٤/ ٢٧٦، ومراصد الاطلاع ٣/ ١٠٤٤. (٢) عبد الله بن قحطبة ما وجدت له ترجمة، وباقي رجاله ثقات، وهو في الإحسان ٣/ ١١٥ - ١١٦ برقم (١٧٢٩)، وانظر الحديث السابق.