ويشهد له حديث البراء عند أبي داود في الصلاة (٤٩٣) باب: النهي عن الصلاة في مبارك الإبل. ويشهد له- بدون التعليل- الحديث التالي. كما يشهد له حديث أنس وقد خرجناه في مسند أبي يعلى برقم (٤١٧٤). وقال الحافظ ابن حبان: "قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فإنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الشَيَاطِين " أراد به أن معها الشياطين، وهكذا قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فَلْيَدْرَأْه مَا اسْتَطَاعَ، فَإن أبَىَ فَلْيقَاتِلْة فَإِنَّهُ شَيْطَان"، ثم قال في خبر صدقة بن يسار، عن ابن عمر: (فَلْيقَاتِلْة فَإِنَّ مَعَة الْقَرِينَ) ... ". نقول: وقد روي أبو حمزة الأسلمي بسند جيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: على ظَهْرِ كُلِّ بَعِيرٍ شَيْطَانٌ، فَإذَا رَكِبْتُمُوهَا فَسَمُّوا اللهَ وَلا تقَصِّرُوا عَنْ حَاجَاتِكمْ". وقال ابن الأثير: "لم ينه عن الصلاة فيها من جهة النجاسة، فإنها موجودة في مرابض الغنم، وقد أمر بالصلاة فيها، والصلاة مع النجاسة لا تجوز، وإنما أراد أن الإبل تزدحم في المنهل، فإذا شربت رفعت رؤوسها ولا يؤمن من نفارها وتفرقها في ذلك الموضع، فتؤذي المصلي عندها، أو تلهيه عن صلاته ... ". قاله في النهاية ٣/ ٢٥٩، وانظر معالم السنن للخطابي ١/ ١٤٨ - ١٤٩، وسنن البيهقي ٢/ ٤٤٩ - ٤٥٠. (١) إسناده صحيح وهو في الإِحسان ٣/ ١٠٣ برقم (١٦٩٨) بهذا الإِسناد. وهو أيضاً في الإحسان ٤/ ٣١ برقم (٢٣١٠)، و ٤/ ٣٢ أيضاً.