نقول: إن في هذا الحديث أكثر من خطأ في إسناده، وفي متنه: أبو خليفة الفضل بن الحباب ليس له رواية عن أبيه فيما نعلم، ومعاذ بن معاذ لا يروي عن أشعث بن سوار، وإنما يروي عن أشعث بن عبد الملك، والله أعلم. وأما لفظ الحديث فهو في جميع المصادر التي وقفنا عليها: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يصلي في شعرنا، ولا في لحفنا". وقول الهيثمي في الإِسناد التالي: "فذكر نحوه"- إذا علمنا أنه أشار إلى الحديث المخرج في الإِحسان ٤/ ٣٨ برقم (٢٣٣٠) بلفظ "كان النبي - صلى الله عليه وسلم -لا يصلي في شعرنا ولا لحفنا"- دليل على ما ذهبنا إليه أيضاً والله أعلم .. وأخرجه أبو داود في الصلاة (٣٦٧) باب: الصلاة في شعر النساء، و (٦٤٥) باب: الصلاة كتاب شعر النساء، والبيهقي في الصلاة ٢/ ٤٠٩ - ٤١٠ باب: ما روي في التحرز من ذلك، من طريق عبيد الله بن معاذ، حدثنا أبي، بهذا الإِسناد. وصححه الحاكم ١/ ٢٥٢ ووافقه الذهبي، وعندهم جميعاً "أشعث" غير منسوب. وأخرجه البغوي في "شرح السنة" ٢/ ٤٢٩ برقم (٥٢٠) من طريق أبي عبيد القاسم بن سلام، حدثنا معاذ بن معاذ، به. ونسبه فقال: "عن أشعث بن عبد الملك". وأخرجه الترمذي في الصلاة (٦٠٠) باب: في كراهية الصلاة في لحف النساء- وأخرجه البغوي من طريقه هذه في "شرح السنة" برقم (٥٢١) -، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ١/ ٥٠ باب: حكم المني هل هو طاهر أم نجس؟ من طريقين عن خالد بن الحارث، وأخرجه النسائي في الزينة ٨/ ٢١٧ باب: اللحف، من طريق الحسن بن قزعة، عن سفيان بن حبيب، ومعتمر بن سليمان، جميعهم عن أشعث، به. ونسبه الترمذي =