وحديث الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل، عن معاذ، حديث غريب. والمعروف عند أهل العلم حديث معاذ، من حديث أبي الزبير، عن أبي الطفيل، عن معاذ: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جمع في غزوة تبوك بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء)، رواه قرة بن خالد، وسفيان الثوري، ومالك، وغير واحد عن أبي الزبير المكي". وقال الحافظ في الفتح ٢/ ٥٨٣: "وقد أعله جماعة من أئمة الحديث بتفرد قتيبة، عن الليث". نقول: إن تفرد قتيبة بن سعيد ليس علة يعل بها الحديث فهو من الثقة، والأمانة، والحفظ، والعدالة بمكان، هذا إضافة إلى أن أبا داود قد أخرجه (١٢٠٨) من طريق يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب، حدثنا المفضل بن فضالة والليث بن سعد، عن هشام بن سعد، عن أبي الزبير، به. وانظر لفظها فيما قدمنا من جمع روايات الحديث. وقال الحاكم في "علوم الحديث" ص (١٢٠): "هذا حديث رواته أئمة ثقات، وهو شاذ الإِسناد والمتن، لا نعرف له علة نعلِّله بها ......... ". وقال: "وقد حدثونا عن أبي العباس الثقفي قال: كان قتيبة بن سعيد يقول لنا: على هذا الحديث علامة أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي خيثمة حتى عدَّ قتيبة أسامي سبعة من أئمة الحديث كتبوا عنه هذا الحديث". ويتعقب الحاكم هذا الخبر بقول: "فائمة الحديث سمعوه من قتيبة تعجباً من إسناده ومتنه. ثم لم يبلغنا عن واحد منهم أنه ذكر للحديث علة. وقد قرأ علينا أبو علي الحافظ هذا الباب، وحدثنا به عن أبي عبد الرحمن النسائي- وهو إمام عصره- عن قتيبة بن سعيد، ولم يذكر أبو عبد الرحمن ولا أبو علي للحديث علة". ومع هذا فإنه ينتهي إلى القول: "فنظرنا فإذا الحديث موضوع، وقتيبة بن سعيد ثقة مأمون". =