للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"إنَّكُم شَكَوْتُمْ جَدْبَ جِنَانِكُمْ، واحْتِبَاسَ الْمَطَر عَنْ إبَّانِ زَمَانِهِ فِيكُمْ، وَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ أنْ تَدْعُوهُ (٤٥/ ٢)، وَوَعَدَكُمْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَكُمْ". ثُم قَالَ: "الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيم مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ (١). لَا إلهَ إلَا أنْتَ تَفْعَلُ مَا تُرِيدُ، أنْتَ اللهُ لَا إله إِلَاّ أنْتَ، أنْتَ الْغَنِيُّ، وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ، وَاجْعَلْ مَا أنْزَلْتَ لَنَا قوَّةً وَبَلَاغاً إلَى خَيْرٍ". ثُمّ رَفَعَ يَدَيْهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى رَأَيْنَا بَيَاضَ إبْطَيْهِ، ثُمَّ حَوَّلَ إلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ، وَقَلَبَ- أوْ حَوَّلَ- رِداءَهُ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، وَنَزَلَ فَصلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَأَنْشَأَ اللهُ سَحَاباً فَرَعَدَتْ وَأَبْرَقَتْ وَأَمْطَرَتْ بِإِذْنِ اللهِ، فَلَمْ يَلْبَثْ فِي مَسْجِدِهِ حَتَّى سَالَتِ السُّيُولُ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لَثَقَ (٢) الثِّيَاب عَلَى النَّاسِ، ضحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، وَقَالَ: "أشْهَدُ أنَّ اللهَ عَلَى كلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأنِّي عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ" (٣).


(١) قرأ عاصم، والكسائي {مَالِكِ يَوْم الدين}، بألف. وقرأ الباقون بغير ألف {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ}. وَروي عن أبي عبيدة أنه قال: "قد كان الكسائي زماناً يقرؤها بالألف، ثم بلغني عنه أنه قال: لا أبالي كيف قرأتها {مَلِك} أو {مَالِك} والله أعلم بذلك".
انظر المبسوط في القراءات العشر ص (٨٦)، وحجة القراءات لابن زنجلة عن (٧٧ - ٧٩)، والكشف عن وجوه القراءات السبع لمكي ١/ ٢٥ - ٣٣.
(٢) لَثَق، قال ابن فاَرَس في "مقاييس اللغة" ٥/ ٢٣٤: "اللام، والثاء والقاف كلمة تدل على ترطيب الماء والمطر الشيء. من ذلك اللَّثَقُ. وقد أَلْثَقَه المطر، إذا بله". ويقال للماء والطين لثق أيضاً، انظر النهاية ٤/ ٢٣١.
(٣) إسناده صحيح، طاهر بن خالد بن نزارَ اَلأيلي تِرجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ٤/ ٤٩٩ وقال: " كتبت عنه مع أبي بسامراء وهو صدوق ".
وقال البغدادي في "تاريخ بغداد" ٩/ ٣٥٥ بعد أن ذكر شيوخه وتلامذته: " وهو ثقة". وذكر كلام ابن أبي حاتم السابق. وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" =

<<  <  ج: ص:  >  >>