للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

إن التسمية آية من فاتحة الكتاب جعلتم أربع آيات ونصف [نصف] الفاتحة (١).

واحتج الشافعي وقال: إن التسمية [آية] في كل سورة، فإنه يبدأ بها في الكتابة، ولو لم تكن من القرآن على رأس كل سورة لما بدأوا بها الكتابة (٢).


(١) والوجه الثاني كما ذكره المؤلف بتقسيم آيات الفاتحة نصفين متساوين إذ لو جعلت التسمية من الفاتحة يصبح النصف الأول أربع آيات ونصف، والنصف الثاني آيتين ونصف، فلم تتحقق المناصفة، وهذا خلاف تصريح الحديث، وهذا على أساس اعتبار الفاتحة سبع آيات بدون التسمية كما مر.
وقال السرخسي: "والسلف اتفقوا على أن سورة الكوثر ثلاث آيات، وهي ثلاث آيات بدون التسمية، ولأن أدنى درجات اختلاف الأخبار والعلماء إيراث الشبهة، والقرآن لا يثبت مع الشبهة فإن طريقه طريق اليقين والإحاطة". المبسوط ١/ ١٦.
انظر أدلة الحنفية بالتفصيل: نصب الراية ١/ ٣٢٣ وما بعدها.
(٢) واستدل الشافعية من النقل بما أخرجه: ابن خزيمة في صحيحه، والبيهقي في سننه، والحاكم في مستدركه عن طريق عمر بن هارون، عن أم سلمة، "أن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وعدها آية، و {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، آيتين، و {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، وجمع خمس أصابعه".
وعمر ضعيف، نقل الزيلعي الإجماع على ضعفه عن علماء الحديث بل منهم من كذبه، ونقل النووي أحاديث أخرى، إلَّا أنه قوَّى الاستدلال، بكتابتها في المصاحف، حيث إن الصحابة أجمعوا على إثباتها في المصحف جميعًا في أوائل السور، بخط المصحف.
انظر: صحيح ابن خزيمة (٤٩٣)، ١/ ٢٤٨؛ السنن الكبرى ٤/ ٤٢؛ المستدرك ١/ ٢٣٢؛ شرح معاني الآثار ١/ ٢٠١؛ نصب الراية ١/ ٣٥١ - ٣٥٥: تلخيص الحبير ١/ ٢٣٢.
انظر بالتفصيل: الأحاديث والآثار التي أوردها البيهقي في السنن ٢/ ٤٠ - ٤٥: المجموع ٣/ ٢٩٠ - ٣١٣.

<<  <   >  >>