للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتل في المسجد الجامع بالبصرة في أيام العلوي صاحب الزنج، وهو مولى محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب من أهل البصرة، سمع الأصمعي وأبا معمر المقعد وعمرو بن مرزوق وأبا عاصم النبيل ومحمد بن سلام ومحمد بن خالد بن عثمة، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي وأبو بكر بن أبي الدنيا وأبو بكر محمد بن أبي الأزهر النحوي وأبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي وأبو روق الهزاني وغيرهم، وقدم بغداد وحدث بها. وكان من الأدب وعلم النحو بمحل عال، وكان يحفظ كتب أبي زيد وكتب الأصمعي كلها، وقرأ على أبي عثمان المازني كتاب سيبويه، وكان المازني يقول: قرأ علي الرياشي الكتاب وهو أعلم به مني; وكان ثقة، وقتله الزنج بالبصرة في سنة سبع وخمسين ومائتين في شوال ودخلت الزنج عليه المسجد والرياشي قائم يصلي الضحى فضربوه بالأسياف وقالوا: هات المال، فجعل يقول: أي مال؟ أي مال؟ حتى مات، فلما خرج الزنج عن البصرة دخل الناس بعد مدة مسجده فإذا بالرياشي ملقى مستقبل القبلة كأنما وجه إليها وشملته تحركها الريح وقد تمزقت وإذا جميع خلقه صحيح سوي لم ينشق له بطن ولم يتغير له حال إلا أن جلده قد لصق بعظمه ويبس وذلك بعد مقتله بسنتين (١).

الرياني: بفتح الراء وتشديد الياء (٢) المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ريان، وهي إحدى قرى نسا، ولا يعرفها أهل نسا إلا مخففاً وذكرها أبو بكر الخطيب في المؤتلف وأثبت التشديد وأهل البلد أعرف، وربما عربوها وقالوا: الرذاني - بالذال المعجمة المخففة، والمشهور بالانتساب إليها أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الله بن.


(١) (الرياضي) في تكملة ابن الابار رقم ٤٥٤ " إبراهيم بن أحمد الشيباني، من أهل بغداد، وسكن القيروان، يكنى أبا اليسر ويعرف بالرياضي. كان له سماع ببغداد من جلة المحدثين والنحويين، لقي الجاحظ والمبرد وثعلبا وبن قتيبة، ولقي من الشعراء أبا تمام حبيبا ودعبلا وابن الجهم والبحتري، ومن الكتاب سعيد بن حميد وسليمان بن وهب وأحمد بن أبي طاهر وغيرهم، وهو الذي أدخل أفريقية رسائل المحدثين وأشعارهم وطرائف أخبارهم، وكان عالما أديبا ومرسلا بليغا ضاربا في كل علم وأدب بسهم. وكتب بيده أكثر كتبه مع براعة خطه وحسن وراقته، وحكي أنه كتب على كبره كتاب سيبويه كله بقلم واحد ما زال يبريه حتى قصر فأدخله في قلم آخر وكتب به حتى فني بتمام الكتاب، وله تآليف، منها: لقيط المرجان. وهو أكبر من عيون الاخبار. وكتاب: سراج الهدى في القرآن ومشكله وإعرابه ومعانيه. والمرصعة. والمدبجة. وجال في البلاد شرقا وغربا من خراسان إلى الأندلس، وقد ذكر ذلك في أشعار له. وكان أديب الأخلاق نزيه النفس; كتب لإبراهيم بن أحمد الأغلبي صاحب إفريقية، ثم لابنه أبي العباس عبد الله، وكان أيام زيادة الله بن عبد الله آخر ملوك الأغالبة على بيت الحكمة. وتوفي بالقيروان سنة ثمان وتسعين ومائتين في أول ولاية عبيد الله الشيعي - وهو ابن خمس وسبعين سنة.
(٢) الصواب أنه بتخفيفها كما يأتي ومر عن ابن نقطة وراجع تعليق الاكمال ٤\ ٢٣٦

<<  <  ج: ص:  >  >>