للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مهدي، وحدث عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن ماسك الأرجاني. علقت عنه أحاديث.

الواري: بفتح الواو وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى وارة، وهو اسم أو لقب لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو عبد الله محمد بن مسلم بن عثمان بن عبد الله بن وارة الرازي الواري، من أهل الري، المعروف بابن وارة. كان حافظاً، متقناً، مكثراً، أميناً صدوقاً، فهماً، غير أنه كان فيه تيه وتكبر وعجرفية. له رحلة إلى العراق والحجاز والشام.

سمع أبا عاصم الضحاك بن مخلد النبيل، وعبيد الله بن موسى العبسي، وعمرو بن عاصم الكلابي، وأبا مسهر الدمشقي، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبا المغيرة الحمصي ومحمد بن موسى بن أعين الجزري وغيرهم. روى عنه عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، ويحيى بن محمد بن صاعد، وجماعة آخرهم محمد بن مخلد الدوري، وسمع منه جماعة من القدماء والكبراء مثل أبي عبد الله محمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن إسماعيل البخاري.

وقال سليمان الشاذكوني: جاءني محمد بن مسلم بن وارة، فقعد يتقعر في كلامه، قال: قلت له: من أي بلد أنت؟ قال: من أهل الري، ثم قال لي: ألم يأتك خبري؟ ألم تسمع بنبئي؟ أنا ذو الرحلتين. قال: قلت: من روى عن النبي : " إن من الشعر حكمة، وإن من البيان سحراً (١) قال: فقال: حدثني بعض أصحابنا. قال: قلت: من أصحابك؟ قال: أبو نعيم وقبيصة. قال: قلت: يا غلام ائتني بالدرة قال: فأتاني الغلام بالدرة. قال: فأمرته حتى ضربه الغلام خمسين. فقلت: أنت تخرج من عندي ما آمن أن تقول: حدثنا بعض غلماننا.

وجاء محمد بن مسلم بن وارة إلى أبي كريب الكوفي، وكان في ابن وارة بأو وتكبر، فقال لأبي كريب: ألم يبلغك خبري؟ ألم يأتك نبأي؟ أنا ذو الرحلتين، أنا محمد بن مسلم بن وارة. فقال له أبو كريب: وارة، وما وارة، وما أدراك ما وارة؟! قم، فوالله


(١) قوله : " إن من الشعر حكمة " أخرجه البخاري ١٠/ ٤٤٥، ٤٤٦ في الأدب، وأبو داود برقم (٥٠١٠) كلاهما من حديث أبي بن كعب، وأخرجه الترمذي برقم (٢٨٤٤) في الأدب من حديث عبد الله بن مسعود، وقوله :
"إن من البيان سحرا " أخرجه أحمد في " المسند " ٢/ ١٦ و ٥٩ و ٦٢ و ٩٤، والترمذي برقم (٢٠٢٨) في البر والصلة، كلاهما من حديث عبد الله بن عمر، وأخرجه من حديث بن ياسر مسلم برقم (٨٦٩) في الجمعة، والدارمي ١/ ٣٦٥ وفيه " تسجيرا "، وأخرجه مالك في " الموطأ " برقم (١٨٠٦) في الكلام، والبخاري ١٠/ ١٧٣ في النكاح و ٢٠٢ في الطب، وأبو داود برقم (٥٠٠٧) في الأدب، كلهم من حديث عبد الله بن عمر أيضا بلفظ:
"إن من البيان لسحرا " أو " إن بعض البيان سحر ".

<<  <  ج: ص:  >  >>