الأحد لسبع بقين من جمادى الآخرة، سنة إحدى وثلاثمائة.
ومات أبو الحسن نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن أسد ليلة الخميس لثلاث بقين من رجب سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. وكانت ولايته ثلاثين سنة وشهراً وأربعة أيام.
ومات أبو محمد نوح بن نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد يوم الاثنين لخمس بقين من ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
ومات أبو الفوارس عبد الملك بن نوح بن نصر يوم الأربعاء لأربع خلون من شوال سنة خمسين وثلاثمائة.
ومات أبو صالح منصور بن نوح في شوال سنة خمس وستين وثلاثمائة قاله المستغفري.
قلت: ومات أبو القاسم نوح بن منصور بن نوح في العشر الأوائل من رجب وصلي عليه بالسهلة يوم الخميس لثمان خلون من رجب سنة سبع وثمانين وثلاثمائة وكانت ولايته إحدى وعشرين سنة وتسعة أشهر إلا أياماً، وبويع لابنه أبي الحارث منصور بن نوح على كور ما وراء النهر في ذي القعدة وخطب له بنسف يوم الجمعة في العشر الأوسط من ذي القعدة سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
السامري: بفتح السين المشددة والميم والراء المشددة أيضاً.
هذه النسبة إلى بلدة على الدجلة فوق بغداد بثلاثين فرسخاً يقال لها: سر من رأى، فخففها الناس وقالوا: سامرة، وبها السرداب المعروف في جامعها الذي تزعم الشيعة أن مهديهم يخرج منه، وقد ينسبون إليها بالسرمري أيضاً. وقيل: إنها مدينة بناها سام، فقيل بالفارسية: سام را، أي هي لسام. وقيل: بل هو موضع وضع عليه الخراج فقالوا بالفارسية: ساامرة (١)، أي: هي موضع الحساب، وخربت هذه البلدة، ثم بناها المعتصم لما ضاقت بغداد عن عسكره، وكان إذا ركب يموت جماعة من الصبيان والعميان والضعفاء لازدحام الخيل وضغطتها ووطئها، فاجتمع أهل الخير على باب المعتصم وقالوا: إما أن تخرج من بغداد فإن الناس قد تأذوا بعسكرك أو نحاربك، فقال: كيف تحاربوني؟ فقالوا:
نحاربك بسهام السحر، يعنون الدعاء، فقال المعتصم: لا طاقة لي بذلك، وخرج من بغداد وبنى سر من رأى وسكنها، وكان الخلفاء بعده يسكنونها إلى أن انتقلوا بعد ذلك إلى بغداد،