للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليمض بك الصنع الجميل مصاحباً … فإن دخيل الهم منصرف معي

ومن أعظم الأشياء أن قلوبنا … صحاح سخت بالبين لم تتقطع

ولو أن مجرى الدمع كان مشاكلاً … لمعزى الأسى لا رفض من كل مدمع

وأما البشرية فهم جماعة من المعتزلة وهم ينتمون إلى بشر بن المعتمر الذي أفرط في القول بالتولد وزعم أن الإنسان يصح أن يكون قادراً على أن يفعل غيره لوناً وطعماً ورائحة وإدراكاً وسمعاً ورؤية بالتولد إذا فعل أسبابها: وقد تحامق في سبب التعديل والتجوير وزعم أن الله قادر على تعذيب الطفل ظالماً في تعذيبه إياه، ولو فعل ذلك لكان الطفل بالغاً عاقلاً عاصياً مستحقاً للعقاب، وهذا في التحقيق كأنه يقول إن الله يقدر أن يظلم ولو ظلم لكان عادلاً فيكون أول كلامه منقوضاً بآخره.

البشكاني: بكسر الباء الموحدة وسكون الشين وفتح الكاف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بشكان وهي قرية من قرى هراة، منها القاضي أبو سعد محمد بن نصر بن منصور الهروي البشكاني من أهل هذه القرية، كان رجلاً من الرجال في الأمور الدنياوية، وكان في ابتداء أمره من النازلين في الدرجة مختلفاً إلى الدروس للارتفاق بالجراية والنفقة مكتسباً بالوراقة وتزجية الوقت في ضيق من المعيشة إلى أن تنبه له الجد النائم، وكان ذا حظ من العربية ومعرفة بشيء من الأصول وخط حسن فتسبب بمجموعها إلى بعض المتصرفين في الأعمال حتى حصل من خدمته على شيء يسير من التجمل ولم يزل يسافر ويحتمل المشاق إلى أن أتصل بخدمة دار الخلافة وأقام بها مدة من الزمان حتى عرف بالكفاية، ثم صار رسولاً من تلك الحضرة إلى ملوك الأطراف بخراسان والشام ومصر وأعد أنواع الأهب والخدم والحشم وتولى قضاء الممالك وخص بطومار من الألقاب، ولم يزل في الذهاب والإياب والسفارة بين السلاطين بالركض بالسير الحثيث إلى الآفاق إلى أن قتل شهيداً بهمذان، وكان ممتعاً بإحدى عينيه، حدث بشيء يسير عن أبي سعد (١) حمد بن علي الرهاوي، وذكر أنه سمع منه ببيت المقدس، روى لي عنه أبو العز لامع بن عبد الكريم بن سلامة الرحبي (٢) بجامع داريا إحدى قرى دمشق، وقتل بجامع همذان مع ابنه (٣) في شعبان سنة ثماني عشرة وخمسمائة (٤).


(١) في نسخ أخرى " أسعد ".
(٢) في نسخ أخرى " المرحي ".
(٣) في نسخ أخرى " أبيه ".
(٤) (البشكلاري) أورده القبس وقال " بشكلار واد بقنبانية قرطبة عليه قرى، منه أبو محمد عبد الله بن سعيد شيخ أبي علي الغساني " وفي معجم البلدان " بشكلار بالضم، قال خلف بن عبد الملك بن بشكوال: عبد الله بن محمد بن سعيد الأموي يعرف بالبشكلاري وهي من قرى جيان سكن قرطبة يكنى أبا محمد روى عن الأصيلي وجماعة سواه ومات بقرطبة في شهر رمضان سنة ٤٦١ ومولده سنة ٣٧٧ وكان شافعي المذهب ". (البشنوي) استدركه اللباب وقال " بفتح الباء وسكون الشين المعجمة وفتح النون وفي آخره واو عرف بهذه النسبة طائفة كبيرة من الأكراد بنواحي جزيرة ابن عمر ولهم قلعة تسمى فنك مشهورة، وممن ينسب هذه النسبة محمد - ويعرف بممك - البشنوي الصوفي الشيخ الصالح كان قبيل سنة أربعمائة. ومنها أبو عبد الله الحسين بن داود الشاعر. له ديوان. وغيرهما ".

<<  <  ج: ص:  >  >>