الفقيه " رأيت الحارث المحاسبي في باب الطاق في وسط الطريق متعلقاً بأبيه والناس قد اجتمعوا عليه يقول له: طلق أمي فإنك على دين وهي على غيره. وكان أحمد بن حنبل يكره للحارث نظره في الكلام وتصانيفه الكتب فيه ويصد الناس عنه. وقال أبو القاسم النصراباذي: بلغني أن الحارث المحاسبي تكلم في شيء من الكلام فهجره أحمد بن حنبل فاختفى في داره ببغداد ومات فيها ولم يصل عليه إلا أربعة نفر سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
المحاسني: بفتح الميم، والحاء المهملة، بعدهما الألف، ثم السين المهملة، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى المحاسن، وهو بطن من كلب. قال ابن حبيب: في كلب محاسن، وهو زيد مناة بن عبدود بن عوف بن كنانة بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة. وقال ابن الكلبي في نسب قضاعة: وبرة بن رومانس بن معقل بن محاسن بن عمرو بن عبدود الكلبي، وهو أخو النعمان بن المنذر لأمه، وهي سلمة بنت وائل. وقال ابن الكلبي: إنما سمي زيد مناة بن عمرو بن عبدود محاسناً لأنه كان وسيماً.
المحاملي: بفتح الميم، والحاء المهملة، والميم بعد الألف، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى المحامل التي يحمل فيها الناس على الجمال إلى مكة. وهذا بيت كبير ببغداد لجماعة من أهل الحديث والفقه. منهم:
أبو عبيد القاسم أبو عبد الله الحسين ابنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن أبان الضبي المعروف بابن المحاملي.
فأما أبو عبيد القاسم بن إسماعيل بن محمد بن أبان المحاملي، أخو القاضي أبي عبد الله. سمع عمرو بن علي ومحمد بن المثنى والفضل بن يعقوب الرخامي والحسن بن شاذان الواسطي ويعقوب الدورقي وأبا الأشعث العجلي. روى عنه محمد بن المظفر وأبو بكر بن شاذان وأبو الحسن الدارقطني وأبو حفص بن شاهين وأبو بكر بن المقرئ وأبو القاسم الطبراني وأبو حاتم بن حبان. وكان ثقة صدوقاً. وكانت ولادته في سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
ومات سلخ رجب سنة ثلاث وعشرين وثلاث مئة ببغداد. وكان أصغر من أخيه بسنتين.
وأخوه أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي. كان فاضلاً صادقاً ديناً ثقة صدوقاً، وأول سماعه الحديث في سنة أربع وأربعين ومائتين، وله عشر سنين وشهد عند القضاة وله عشرون سنة، وولى قضاء الكوفة ستين سنة، سمع يوسف بن موسى القطان وأبا هاشم الرفاعي ويعقوب بن أحمد الدورقي والحسن بن الصباح البزار وعمرو بن علي الفلاس ومحمد بن المثنى العنبري وأبا الأشعث أحمد بن المقدام العجلي ومحمد بن إسماعيل البخاري وخلقاً