للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وربما كان يقول: إنه بغدادي! كان كذاباً أفاكاً يضع الحديث ويلصق الحديث على الثقات، ويسند المراسيل، ويحدث عمن لم يسمع منهم، حدثنا يوماً عن الربيع بن حسان الكشي، والمفضل بن محمد الجندي، فقلت: أين كتبت ومتى كتبت عنهما؟ فذكر أنه كتب عنهما بمكة بعد العشرين والثلاثمائة، فقلت: كيف كتبت عنهما بعد العشرين وقد ماتا قبل العشرين والثلاثمائة؟ ووضع نسخاً لأناس لا تعرف أساميهم في جملة رواة الحديث مثل: طرغال وطربال وكركدن وشعبوب ومثل هذا شيء غير قليل، لا نعلم في عصرنا أننا رأينا مثله في الشراهة في الكذب والوقاحة مع قلة الرواية. قيل: إن اسمه كان محمداً فتسمى بلاحق.

وذكر فصلاً طويلاً. قال: وذكر لي باموية. جيحون أنه خرج إلى نواحي خوارزم في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة فلم ينصرف منها، ومات بها في تلك الأيام، وتخلص الناس من وضعه الأحاديث ولعله لم يخلف مثله من الكذابين إن شاء الله! عفا الله عنا وعنه! وهكذا قال غنجار سنة أربع وثمانين، وقال الحاكم: توفي لاحق بمرو سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وقيل بخوارزم.

الصدفي: بفتح الصاد، والدال المهملتين، وفي آخرها الفاء.

هذه النسبة إلى " الصدف " بكسر الدال، وهي قبيلة من حمير نزلت مصر، وهو:

الصدف بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن قطن بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير بن سبأ. وقال الدارقطني في نسب عبد الله بن نجي إلى الصدف قال: والصدف هو شهال بن دعمي بن زياد ابن حضرموت، والمشهور بالنسبة إليها: جعشم بن خليبة بن موهب بن جعشم بن حريم بن الصدف الصدفي، هو ممن بايع رسول الله تحت الشجرة، وشهد فتح مصر واختط بها، وقد ذكره أبو سعيد بن يونس في حديثه.

وعيسى بن هلال الصدفي، حدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص. روى عنه كعب بن علقمة، وعياش بن عباس القتباني.

وعمران بن ربيعة بن حبيش بن عرفطة الصدفي، كان يلي العرافة (١) بمصر لعبد العزيز بن مروان، وعاش إلى أيام أبي جعفر المنصور، وحدث عن عمرو بن الشريد. روى عنه عبد الله بن لهيعة.


(١) فهو عريف القوم أو عارفهم، وهو: " مدبر أمرهم وقائم بسياستهم " كما في " المصباح ".

<<  <  ج: ص:  >  >>