للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومحمد بن عبيد، روى عنه الحسين بن يزيد الدقيقي وأحمد بن عبيد الأسدي وأحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي وغيرهم.

الجلودي: بضم الجيم واللام وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى الجلود وهي جمع جلد وهو من يبيعها أو يعملها، وجلود قرية بإفريقية، قال الفراء: هو منسوب إلى جلود قرية من قرى إفريقية ولا يقال: الجلودي. والمشهور بها أبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد بن حم المذكر الجلودي من أهل نيسابور، كان قد جمع الحديث الكثير سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن الحسين القطان وأبا العباس محمد بن يعقوب، وببغداد أبا علي إسماعيل بن محمد الصفار، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال سمع معنا الكثير وتوفي في غرة شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، ودفن بالحيرة وهو ابن سبع وستين سنة. وأبو بكر محمد بن أحمد بن يحيى بن سعيد الجلودي من أهل نيسابور سمع إسحاق بن عبد الله بن رزين السلمي وسهل بن عمار العتكي وأقرانهما، روى عنه عبد الله بن سعد الحافظ وغيره.

وأبو أحمد محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الرحمن الزاهد الجلودي (١) من أهل نيسابور، كان شيخاً ورعا زاهد، وكان ثوري المذهب، سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة


(١) بضم الجيم واعترضه اللباب بقوله: (المعروف أن أبا أحمد الجلودي بفتح الجيم لا بضمها، وفي القبس عن الرشاطي (بفتح الجيم وكثير من رواة الحديث يقولونه بالضم، والفتح هو الصحيح) وفي التبصير (وكذا - يعني بالفتح - وقع في رواية أبي علي الطبري، وتعقبه القاضي عياض بأن الأكثر على الضم وأن من قاله بالفتح اعتمد على ما قاله ابن السكيت) قال المعلمي: في تهذيب إصلاح المنطق ٢/ ٢٠ (وتقول لهذا القائد: هو الجلودي - بفتح الجيم. قال الفراء: هو منسوب إلى جلود، قرية من قرى إفريقية، ولا تقل: الجلودي (بالضم) وقوله: (لهذا القائد) يعطي أن الكلام في نسبة رجل بعينه، وقد ورد أنه سماه ففي التبصير (ذكره يعقوب بن السكيت فقال:
عيسى الجلودي .. ) وفي رسم (جلود) من معجم البلدان (ينسب إليها القائد عيسى بن يزيد الجلودي وكان مع عبد الله بن طاهر وولي مصر) وولايته مصر كانت سنة ٢١٣ فما بعدها وقد أدرك الفراء لان الفراء توفي سنة ٢٠٧ فأما إدراكه ليعقوب فواضح. ومن الواضح أن تصويب الفتح وتخطئة الضم في نسبة إنسان معين لا يستدل به على مثل ذلك في نسبة شخص آخر، اللهم إلا أن يكون منسوبا إلى ما نسب إليه ذاك. والمنسوب إليه عيسى هو قرية بإفريقية وفي الاقتضاب لابن السيد ص ٢٢٥ (الصحيح أن جلود قرية بالشام معروفة) وعلى كلا الوجهين لا علاقة لأبي أحمد بهذه القرية فإنه نيسابوري والذي أوقع في الوهم أمران الأول أن من بعد يعقوب كابن قتيبة والجوهري ذكروا الحكاية كأنها قاعدة عامة فقالوا: (تقول هو الجلودي .. أو (تقول فلان الجلودي .. ) الثاني أن (جلود) بالضم جمع جلد والعرب إذا نسبت إلى الجمع ردته إلى الواحد. فوقع في ذهن بعضهم أن هذه الصورة (جلود) لا توجد إلا على وجهين الأول بالفتح رسم القرية والثاني بالضم جمع جلد، وعلى هذا فهذه الصورة (الجلودي) لا تكون نسبة إلى الجمع لأنه لا يصح جمعا وإنما تكون نسبة إلى القرية إذا فكلما وجدت هذه النسبة مستعملة لشخص فهي إلى القرية فهي بالفتح. فيقال لهم قد نص أهل العربية على أن الجمع إذا صار علما أو كالعلم نسب إلى لفظه كأنصاري وعبادي ونحوهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>