داراً فسكنها. وأبو محمد خروف بن أبي الفضل الدريجقي شيخ صالح كثير التهجد والعبادة رغاب في مجالس الذكر، سمع والدي ﵀ الكثير، وكان يحفظ أشعاراً غير موزونة من شعر النسائي (؟) وغيره ويطيب وقته بها، وكان يحفظ كثيراً من حكايات المشايخ، وكانت ولادته في سنة سبع وسبعين وأربعمائة.
الدريدي: بضم الدال المهملة وفتح الراء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها دال أخرى، هذه النسبة إلى الجد وهو أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن حنتم بن الحسن بن حمامي بن جرو بن واسع بن سلمة بن حاضر بن أسد بن عدي (بن عمرو) بن مالك بن فهم - قبيل - بن غانم (١) بن دوس - قبيل - بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد - قبيل - بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان - الدريدي الدوسي الأزدي، بصري المولد، ونشأ بعمان، وتنقل في جزائر البحر والبصرة وفارس، وطلب الأدب، وعلم النحو واللغة، وكان أبوه من الرؤساء وذوي اليسار، ورد بغداد بعد أن أسن فأقام بها إلى آخر عمره، حدث عن عبد الرحمن بن أخي الأصمعي وأبي حاتم السجستاني وأبي الفضل الرياشي، وكان رأس أهل العلم، والمقدم في حفظ اللغة والأنساب وأشعار العرب، وله شعر كثير رائق، روى عنه أبو سعيد السيرافي وعمر بن محمد بن سيف وأبو بكر بن شاذان البزاز وأبو عبد الله المرزباني وغيرهم، وكان يقال هو أعلم الشعراء وأشعر العلماء وقيل كان يقرأ عليه دواوين العرب كلها أو أكثرها فيسابق إلى إتمامها ويحفظها، وكان أبو منصور الأزهري الهروي يقول: دخلت على ابن دريد فرأيته سكران فلم أعد إليه. وكان أبو حفص بن شاهين يقول: كنا ندخل على ابن دريد ونستحي منه مما نرى من العيدان المعلقة والشراب المصفي موضوع، وقد كان جاوز التسعين سنة. وحكى إسماعيل بن سويد قال:
جاء إلى ابن دريد سائل فلم يكن عنده غير دن نبيذ فوهبه له فجاء غلامه فقال: الناس يتصدقون بالنبيذ؟ فقال: أيش أعمل لم يكن عندي غيره، فما تم اليوم حتى أهدى له عشر دنان، فقال لغلامه: تصدقنا بواحد وأخذنا عشرة. مات ابن دريد في شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وحملت جنازته إلى مقبرة الخيزران وإذا بجنازة أخرى مع نفر قد أقبلوا بها
(١) مثله في تاريخ بغداد وتاريخ ابن خلكان، والذي في جمهرة ابن حزم وإنباه الرواة ٣/ ٩٢ ومعجم الأدباء ومقدمة الاشتقاق، وغيرها " غنم " وفي مواضع من الاكمال " غانم " مع أنه في رسم (غنم) ذكر غنم بن دوس، فأما أن يكون لغنم أخ اسمه (غانم) وإما أن يكون النساخ كثر منهم توهم (غنم) (غانم) لانهم بالثاني دون الأول وقياسا على (مالك) ونحوه مما هو بالألف وقدماء النساخ يكتبونه بدون ألف ولعل الاحتمال الثاني هو الراجح.