وقال له: إن وليت الوزارة (فايش تحب أن أصنع بك؟) فقال أبو أمية: تقلدني شيئاً من أعمال السلطان، قال: ويحك لا يجئ منك عامل ولا أمير ولا كاتب ولا قائد ولا صاحب شرطة فأي شيء أقلدك؟ قال: لا أدري! فقال له ابن الفرات: اقلدك القضاء! قال: قد رضيت. ثم خرج ابن الفرات، وولي الوزارة وأحسن إلى أبي أمية، وأفضل عليه، وولاه قضاء البصرة وواسط والأهواز. فانحدر أبو أمية إلى أعماله وأقام بالبصرة، وكان قليل العلم إلا أن عفته وتصونه غطيا نقصه، فلم يزل بالبصرة حتى قبض عليه ابن كنداج أمير البصرة في بعض نكبات المقتدر بالله لابن الفرات، وكان بين أبي أمية وابن كنداج وحشة فأودعه السجن، فأقام فيه مدة إلى أن مات فيه ولا نعلم أن قاضياً مات في السجن سواه ومات في شهر ربيع الأول سنة ثلاثمائة بالبصرة.
ووالده أبو عبد الرحمن المفضل بن غسان بن المفضل الغلابي البصري سكن بغداد وحدث بها عن أبيه وعبد الله بن داود الخُريبي (١) وعبد الرحمن بن مهدي وأبي داود الطيالسي ويزيد بن هارون وسليمان بن حرب وروح بن عبادة روى عنه ابنه الأحوص ويعقوب بن شيبة وأبو بكر بن أبي الدنيا وأبو القاسم البغوي وأبو الليث الفرائضي. وكان ثقة.
الغلاظي: بكسر الغين المعجمة وفي آخرها الظاء المعجمة (بعد اللام ألف). هذه النسبة إلى غلاظ. والمشهور بهذه النسبة: أبو القاسم عليّ بن محمد بن أحمد بن أيوب المقرئ الغلاظي من أهل البصرة يروي عن أحمد بن عُبَيْد الله النهرديري. روى عنه أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب.
الغلام: بضم الغين المعجمة. عرف بهذا الإسم عتبة بن أبان بن صمعة البصري المعروف (بعتبة) الغلام وكان من عباد أهل البصرة وزهادهم ممن جالس الحسن وأخذ هدية في العبادة ودله في التقشف روى عنه (البصريون) الحكايات والرقائق وما عندنا له حديث مسند. وأبو عمر محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم اللغوي الزاهد المعروف بغلام ثعلب كان تلميذ ثعلب وعنه أخذ علم اللغة فنسب إليه، من أهل بغداد سمع أحمد بن عبد الله النرسي وموسى بن سهل الوشاء وأحمد بن سعيد الحمال وإبراهيم بن الهيثم البلدي وبشر بن موسى الأسدي، روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق وأبو الحسين بن بشران
(١) في الأصول: " الحربي ". وهو أبو عبد الرحمن عبد الله بن داود الخريبي الهمداني. أصله من الكوفة، نزل خريبة البصرة فنسب إليها. روى عنه أهل العراق. مات سنة ٢١١ هـ وانظر الاكمال ٣/ ٢٨٥، والأنساب ٥/ ١٠٧، وتهذيب التهذيب ٥/ ١٩٩.