للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سليم والثوري وشعبة وأبو عوانة وابن المبارك ويزيد بن هارون وكان قد ولي القضاء بالمدائن في خلافة المنصور وحمل عنه حديث كثير، قال يحيى بن معين: عاصم الأحول كوفي وكان بالمدائن على الموازين والمكاييل - يعني يحيى - كأنه كان محتسباً، وإنما قال يحيى بن معين: كوفي - يعني كونه من الكوفة وأما أصله فكان بصرياً وكان من الحفاظ، وقيل له: إن أيوب السختياني يروي عنك، فقال: ما زال أصحابي لي مكرمين، ومات عاصم سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين ومائة.

[• وأبو زكريا يحيى بن زكريا بن يحيى الأحول من أهل بغداد، سمع ابا نعيم الكوفي وعفان بن مسلم وأحمد بن يونس ومحمد بن أبي بكر المقدمي وقتيبة بن سعيد وسأل يحيى بن معين، وروى عنه أبو عبد اللَّه محمد بن مخلد العطار، ومات في سنة خمس وستين ومائتين] [*]

الأحلافي: بفتح الألف وسكون الحاء المهملة وفي آخرها فاء، هذه النسبة إلى الأحلاف وهي بطن من كلب فإني سمعت جماعة من الكلبيين في برية السماوة وكنت إذا سألتهم عن أنسابهم يقول كل واحد منهم: فلان الأحلافي، وهم كانوا من كلب، والمشهور بهذه النسبة يعقوب الأحلافي المؤذن العجلي من أهل الكوفة، يروي عن عطاء بن أبي رباح، روى عنه سفيان الثوري. وأبو سلامة الفرات بن مليك الأحلافي كان دليلنا في برية السماوة وخفيرنا من كلب صحبته في تلك البرية ذات الطول والعرض فرأيت منه أشياء أعجبتني منها حسن أخلاقه وخدمته لنا ولأصحابه وكان يقطع تلك البرية في الليلة المظلمة ونزلنا يوماً في موضع فقام ومضى إلى رمال قريبة منا وكان يرجع وفي حجره شيء فإذا هو أمناء من الشعير فسألناه عنها فقال: اجتزت بهذا الموضع عام أول أو شهر كذا فثقل علي الشعير لفرسي فخبأته ههنا، سمعت أبا سلامة ينشد لبعضهم ونحن في السماوة:

قد كيف شئت وسر على مهل … كل الجمال عليك يا جمل

ولو أن ناقة صالح حملت … ما قد حملت لفاتها الأجل

وعلي أن لا أشتكي كللاً … ما دام فوقي ذلك الكلل (١)


(١) في اللباب ما حاصله أن في قريش الاحلاف أيضا وهم عبد الدار ومخزوم وسهم وجمح وعدي، وكذا في ثقيف الاحلاف وهم ولد عوف منهم عروة بن مسعود والمغيرة بن شعبة والحجاج.

[*] (تعليق الشاملة): ما بين المعكوفين سقط من المطبوع، وهو ثابت في ط الهندية، وط أمين دمج (وقد صرح المعتني أنه اعتمد عليها في إخراج الكتاب)

<<  <  ج: ص:  >  >>