من الحفاظ المتقنين المأمونين ومات في سنة أربع وخمسين ومائتين.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن أيوب بن صبيح المخرمي، سمع سفيان بن عيينة ويحيى بن سليمان وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد وعلي بن عاصم وعبد الله بن نمير وأسباط بن محمد وبكر بن بكار وروح بن عبادة. روى عنه علي بن حسنويه القطان ويحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن مخلد والحسين بن يحيى بن عياش وإسماعيل بن محمد الصفار.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي، وهو صدوق. قال محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، قال بسر من رأى وكان عبد الله بن أيوب المخرمي يقرب إلي فخرج توقيع الخليفة بتقليده القضاء. فانحدرت في الحال من سر من رأى إلى بغداد حتى دققت على عبد الله بن أيوب بابه فخرج إلي، فقلت: له: البشرى! فقال: بشرك الله بخير، وما هي؟! قال: قلت: خرج توقيع السلطان بتقليدك القضاء لأحد البلدية إما سر من رأى أو بغداد. قال: فأطبق الباب وقال: بشرك الله بالنار. وجاء أصحاب السلطان إليه فلم يظهر إليهم فانصرفوا ومات في جمادى الأولى سنة خمس وستين ومائتين وقد جاز التسعين.
ومن القبائل: قال الدارقطني: وأما مخرم فهو وردان وحيدة ابنا مخرم بن مخرمة بن قرط بن جناب من بني العنبر وفدا إلى النبي ﷺ فأسلما ودعا لهما. وقال ابن دريد: يزيد بن مخرم الحارث أبو الحارثي من ولد صاحب المخرم ببغداد.
المخزومي: بفتح الميم، وسكون الخاء المعجمة، وضم الزاي، وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى قبيلتين: إحداهما تنسب إلى بني مخزوم بن عمرو. ومخزوم قريش هو مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب. والمشهور بالنسبة إليهم:
عبد الله بن عكرمة بن عبد الرحمن المخزومي.
وأبو عمر محمد بن عبد الرحمن بن يزيد بن محمد بن حنظلة بن أبي سلمة بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة المخزومي، من أهل مكة، ولي القضاء ببغداد بعد محمد بن عمر الواقدي، وكان قد سمع الحديث من ابن جريج. روى عنه محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي، واستقضاه موسى الهادي على مكة. وأقره الرشيد حتى صرفه المأمون فولاه قضاء بغداد أشهراً ثم صرفه. قال عبد الله بن مصعب: كنت عند أمير المؤمنين الرشيد، فقال له بعض جلسائه في محمد بن عبد الرحمن:
هو حدث السن وليس مثله يلي القضاء، فقلت: لا تضيع فتي من قريش في مجلس أنا فيه،