البغياني: بفتح الباء الموحدة وسكون الغين المعجمة والياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بغيان وهو اسم لمولى أبي خرقا السلمي، وأبو زكريا العنبري البغياني من أولاده وسأذكره في العين لأنه اشتهر بذلك، وهو أبو زكريا يحيى بن محمد بن عبد الله بن العنبر بن عطاء بن صالح بن محمد بن عبد الله بن محمد بن بغيان العنبري البغياني مولى أبي خرقاء السلمي من أهل نيسابور، وكان أديباً فاضلاً عارفاً بالتفسير واللغة، وكان أبو علي الحافظ يقول: الناس يتعجبون من حفظنا لهذه الأسانيد وأبو زكريا العنبري يحفظ من العلوم ما لو كلفنا حفظ شيء منها لعجزنا عنه، وما أعلم أني رأيت مثله. وكان القاضي عبد الحميد بن عبد الرحمن يقول: ذهبت الفوائد من مجالسنا بعلة أبي زكريا العنبري وذلك أن أبا زكريا اعتزل الناس وقعد عن حضور المحافل بضع عشرة سنة. سمع أبا علي محمد بن عمرو الحرشي والحسين بن محمد بن زياد القباني وأحمد بن سلمة وإبراهيم بن أبي طالب وأكثر عنهما، روى عنه أبو بكر بن عيوس المفسر وأبو علي الحسين بن علي الحافظ وأبو الحسين محمد بن محمد الحجاجي والمشايخ، وحكى عن أبي زكريا أنه قال: دخلت مع والدي على أبي عبد الله البوشنجي فقال لأبي: يا أبا عبد الله بلغني أن ابنك هذا قد تأدب، قال: نعم، قال: إيش علمته من الكتب؟ قال: قد قرأ جملة من الكتب، فالتفت إلي فقال: يا بني ما العقرب؟ قلت: عقرب الميزان، قال: ما العقرب؟ قلت: دابة تلدغ، قال: ما العقرب؟ قلت: عقرب الصدغين، فقال: أحسنت. توفي أبو زكريا في شوال سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وهو ابن ست وسبعين سنة.