النسبة والله أعلم. وببغداد محلة يقال لها البدرية من محال نهر المعلي وجماعة من أهل العلم كانوا قد سكنوها، منهم أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عبيد الله بن القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب البدري الدباس الأديب المعروف بالبارع، كان فاضلاً حسن الشعر، قرأ القرآن بروايات على جماعة وسمع الحديث عن أبي علي الحسن بن غالب بن علي المقرئ وأبي جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة المعدل وغيرهما، روى عنه جماعة كثيرة، أنشدني أبو المعمر الأنصاري من لفظه ببغداد، أنشدني أبو عبد الله البارع الأديب البدري لنفسه:
ذكر الأحباب والوطنا … والصبي والألف والسكنا
فبكى شجواً وحق له … مدنف بالشوق حلف ضنا
وهي طويلة، وكانت ولادته في صفر سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة أربع وعشرين وخمسمائة، وكان قد أضر في آخر عمره. وبنو بدر بطن من حجر رعين، منهم أبو يحيى عميرة بن أبي ناجية البدري - قال أبو سعيد بن يونس: هو مولى حجر من رعين ثم لبني بدر، كان ناسكاً متعبداً يقال أن أباه أبا ناجية كان رومياً يدعى حريثاً، روى عنه عبد الرحمن بن شريح وحيوة بن شريح وبكر بن مضر ويحيى بن أيوب ورشدين بن سعد وابن وهب، قال أحمد بن يحيى بن وزير: توفي عميرة بن أبي ناجية البدري سنة ثلاث وخمسين ومائة ببطن بحر منصرفاً من الحج، قال: وكانت له عبادة وفضل.
البدني: بفتح الباء الموحدة والدال المهملة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى البدن وهو اسم جماعة، قال ابن الكلبي: إنما سمي امرئ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر من بني نمارة بن لخم البدن لأنه كان عظيماً في أمره كبيراً، والبدن في كلام العرب الكبير العظيم. قال محمد بن إسحاق: أبو أسيد الساعدي مالك بن ربيعة بن البدن - بالباء والنون - شهد بدراً، روى عن النبي ﷺ أحاديث صالحة. وقال ابن إسحاق فيمن قتل يوم أحد من بني ساعدة: ثقيب بن فروة بن البدن، وتابعه إبراهيم بن سعد على النسب وخالفه في اسمه فقال: ثقيف بن فروة بن البدن، وقال الزهري: أبو أسيد مالك بن ربيعة بن البدن والله أعلم، هكذا كان في أصل الدارقطني مضبباً على الشك في ثلاثة مواضع. وبدن بطن من كلب وهو بدن بن عامر بن زهير بن جناب بن هبل من بني كلب بن وبرة، بطن - هكذا قال الدارقطني.