وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن مجاهد الطائي المتكلم، صاحب أبي الحسن الأشعري، من أهل البصرة، قدم بغداد، ودرس بها الكلام، وله كتب حسان في الأصول وعليه درس القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني. ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في التاريخ، فقال: ذكر لنا عنه غير واحد من شيوخنا أنه كان ثخين الستر حسن التدين، جميل الطريقة، وكان أبو بكر البرقاني يثني عليه ثناء حسناً، وقد أدركه ببغداد فيما أحسب والله أعلم، روى عنه الحسن بن الحسين الشافعي الهمذاني.
وأبو بكر محمد بن الطيب المتكلم الباقلاني، ذكرته في الباء الموحدة.
وأبو الحسين محمد بن علي بن الطيب المتكلم، من أهل البصرة، سكن بغداد، وهو صاحب التصانيف، على مذاهب المعتزلة، ودرس الكلام إلى حين وفاته، وكان يروي حديثاً واحداً عنه من حفظه عن هلال بن محمد بن أخي هلال الرأي، وذكر أنه سمع من طاهر بن لبؤة، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وأبو علي محمد بن أحمد بن الوليد صاحبه المعتزلي، ومات ببغداد في شهر ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وأربع مئة وصلى عليه القاضي أبو عبد الله الصيمري، ودفن في مقبرة الشونيزي.
المتكي: بفتح الميم، وسكون التاء المنقوطة من فوقها بنقطتين وفي آخرها الكاف هذه النسبة إلى متك، وهو جد أبي عبد الله محمد بن حم بن متك الساوي المتكي الجمال، وكان من الصالحين، أقام بنيسابور مدة، وكان يحج في كل موسم ويكري الجمال، سمع جعفر بن محمد الفريأبي وعبد الله بن محمد بن ناجية ومحمد بن الليث الجوهري وغيرهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: أظنه من نيسابور.
المتنبي: بضم الميم، وفتح التاء المنقوطة من فوقها بنقطتين والنون وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة لأبي الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الشاعر المعروف بالمتنبي. ولد بالكوفة، ونشأ بالشام وأكثر المقام بالبادية لما خرج إلى كلب وأقام فيهم ادعى أنه علوي حسني ثم ادعى بعد ذلك النبوة ثم عاد يدعي أنه علوي إلى أن شهد عليه أهل الشام بالكذب في الدعوتين. وحبس دهراً طويلاً وأشرف على القتل ثم استتيب وأشهد عليه بالتوبة وأطلق، ولما تنبأ في بادية السماوة ونواحيها خرج إليه لؤلؤ أمير حمص من قبل الإخشيدية فقاتله وأسره وشرد من كان اجتمع إليه من كلب وكلاب وغيرهما من قبائل العرب وحبسه في السجن دهراً طويلاً، فاعتل وكاد يتلف حتى سئل في أمره فاستتابه وكتب عليه وثيقة وأشهد عليه فيها ببطلان ما ادعاه ورجوعه إلى الإسلام وأنه تائب منه ولا يعاود مثله أطلقه.