أهل البصرة، سكن بغداد، وكان ثقة، صدوقاً، مكثراً من الحديث. سمع حماد بن زيد، وأبا عوانة الوضاح، وعبد الوارث بن سعيد، ومسلم بن خالد، وسفيان بن عيينة، وهشيم بن بشير، ومعتمر بن سليمان، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وغيرهم.
روى عنه أبو قدامة السرخسي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وأبو داود السجستاني، وأبو زرعة، وأبو حاتم، الرازيان، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو القاسم البغوي، وأبو يعلى الموصلي، وغيرهم. وكان أحمد بن سيار المروزي يقول: لم أر في جميع من رأيت مثل مسدد بالبصرة، والقواريري ببغداد، وصدقة بمرو. وثقة يحيى بن معين، وغيره. وقال أبو عليّ جزرة الحافظ: القواريري أثبت من الزهراني، وأشهر وأعلم بحديث البصرة، وما رأيت أحداً أعلم بحديث البصرة منه. توفي في ذي الحجة، سنة خمس وثلاثين ومائتين. وحكى حفص بن عمرو الرباليّ، قال: رأيت عُبَيْد الله بن عمر القواريري في المنام، فقلت: ما صنع الله بك؟ قال: غفر لي، وعاتبني، وقال: يا عبيد الله، أخذت من هؤلاء القوم؟ قال: قلت يا رب، أنت أحوجتني إليهم، ولو لم تحوجني لم آخذه.
قال: فقال لي: إذا قدموا علينا كافأناهم عنك. قال: ثم قال لي: أما ترضى أن كتبتك في أم الكتاب سعيداً.
ويحيى بن محمد بن قيس بن بشر البصري القواريري، من أهل البصرة. كان من الحفاظ، سمع منه بالري وأصبهان، وكان قدومه أصبهان قبل الخمسين ومائتين، فخرج عنها، وروى عن يحيى بن آدم، وأي عاصم النبيل، ومسلم بن إبراهيم، وغيرهم. حدَّث عنه أحمد بن الحسين الأنصاري، وجماعةٌ.
القواس: بفتح القاف وتشديد الواو وفي آخرها السين المهملة.
المنتسب إليها لعمل القسي وبيعها، والمشهور بهذه النسبة:
أبو سهل الحسن بن أبي الحسناء القواس العنزي (١)، من أهل البصرة، يروي عن الحسن، وأبي العالية. روى عنه أبو قتيبة مسلم بن قتيبة، وأهل بلده.
وأبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور القواس، من أهل بغداد، كان ثقة، زاهداً، عالماً، صالحاً، ورعاً، وكان من الأبدال. سمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود،
(١) في نسخ: " العنبري "، وفي أخرى: " الغنري "، ولعل الصواب ما أثبته، فالمترجم أزدي، وفي الأزد عنزة، أنظر ما تقدم في نسبة " العنزي ".