للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الملك إذا احتيج إلى ذلك، واشتهر به:

أبو صالح محمد بن محمد بن عيسى بن عبد الرحمن بن سليمان العارض كان أديباً فاضلاً عالماً، تقلَّد الأعمال الجليلة للسلطان، وحمدت سيرته فيها، وكان سمع الحديث الكثير بخراسان والعراق، سمع بنيسابور أباه، وبمرو يحيى بن ساسويه المروزي، وببخارى أبا علي صالح بن محمد الحافظ الجزري، وبالري محمد بن أيوب الرازي، وببغداد عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبا مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي وأقرانهم. سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في " التاريخ " فقال: أبو صالح ابن عيسى العارض، أحد مشايخ خراسان ومعتمده أوليا السلطان، وكان من العقلاء الأدباء المحبين للعلماء والصالحين المفضلين عليهم بماله وجاهه، وكان يرشح للوزارة فيأبى عليهم. قال الحاكم: وكان أبو صالح ابن خال أمي ولنا به اختصاص القرابة والصحبة، كتبت عنه بنيسابور غير مرة ثم كتبنا عنه بمرو، ونظرت في كتبه بها سنة ثلاث وأربعين، وتوفي بمرو ليلة الجمعة لخمس بقين من صفر سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.

عارم: بفتح العين، وكسر الراء المهملتين، بينهما الألف، وآخرها الميم.

هذه اللفظة لقب أبي النعمان محمد بن الفضل البصري، من علماء البصرة، لقبه الأسود بن شيبان ب " عارم " وكان بعيداً من العرامة (١)، وبقي اللقب عليه، سمع الحمادين:

ابن سلمة وابن زيد، وثابت بن يزيد، وأبي هلال، ومحمد بن راشد، وسعيد بن زيد وغيرهم. روى عنه محمد بن يحيى الذهلي، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن مسلم بن واره، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وعلي بن عبد العزيز وجماعة. وقيل: إنه اختلط في آخر عمره (٢).

العاصِمِيّ: بفتح العين المهملة، وكسر الصاد المهملة، وفي آخرها الميم.


(١) وهي حدة الطبع وشراسة الخلق، ولذا كان الامام الذهلي يقول: حدثنا عارم، وكان بعيدا من العرامة.
(٢) توقف المصنف في الجزم باختلاطه، وجزم ابن الأثير بذلك، كما جزم المصنف فيما سبق وقد قال الدارقطني كما في " التهذيب " ٩: ٤٠٤ وغيره: " ما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر ". ولما نقل الذهبي في " الميزان " ٤: ٨ كلام ابن حبان تعقبه بقوله: " قلت: فهذا قول حافظ العصر الذي لم يأت بعد النسائي مثله، فأين هذا القول من قول ابن حبان ولم يقدر أن يسوق له حديثا منكرا، فأين ما زعم؟! ". فهو قد اختلط، ولكن لم يؤثر على حديثه، ولهذا حسن تضعيف القول باختلاطه. ومما يذكر: أن سماع البخاري منه كان قبل الاختلاط، كما تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>