للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الله بن أنس بن مالك، والمشهور بالانتساب إليه أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري الثمامي من ولد ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك، سكن دمشق وحدث بها عن الحسن بن علوية القطان وأبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي البصري وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي وزكريا بن يحيى السجزي، روى عنه تمام بن محمد بن عبد الله الرازي وأبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر التميمي، وغيرهما من الدمشقيين. والقاسم بن محمد بن سيار الثمامي الأندلسي من أهل المغرب، وإنما قيل له الثمامي لأنه ينتسب إلى ولاء ثمامة بن عبد الملك الأندلسي، وتوفي القاسم بالأندلس سنة ست أو سبع وسبعين ومائتين. وجماعة من المعتزلة يقال لهم الثمامية نسبوا إلى أبي معن ثمامة بن أشرس النميري وهو أحد المعتزلة البصريين، ورد بغداد واتصل بهارون الرشيد وغيره من الخلفاء، وله أخبار ونوادر يحكيها عنه أبو عثمان الجاحظ وغيره، وقال رجل لثمامة أنت إن شئت قضى فلان حاجتي فقال ثمامة أنا قدري ولم يبلغ قدري هذا كله، إنما قلت: إن شئت فعلت، ولم أقل إن شئت فعل فلان. وكان ثمامة جامعاً بين سخافة الدين وخلاعة النفس وذكر القتبي عنه في كتاب مختلف الحديث أنه رأى قوماً يتعادون يوم الجمعة إلى الجامع فقال لبعض موافقيه على بدعته أنظر إلى البقر، أنظر إلى الحمير، ماذا صنع ذاك العربي بالناس - يعني رسول الله . ومن فضائح اعتقاد ثمامة وأصحابه قولهم أن أكثر اليهود والنصارى والزنادقة والدهرية يصيرون في الآخرة في القيامة تراباً ولا يدخلون جنة ولا ناراً وكذلك قوله في البهائم وفي أطفال المؤمنين (١).

الثمانيني: بفتح الثاء المثلثة والميم بعدهما الألف وبعدها الياء آخر الحروف بين النونين المكسورتين، هذه النسبة إلى ثمانين وهي مدينة بالجزيرة بناحية الموصل عند جبل الجودي كثير الخير بها جامع ونهر جار، ورأيت في كتاب أن أول قرية عمرت بعد الطوفان (٢) ثمانين، وإنما سميت بهذا الاسم لأن ثمانين نفراً خرجوا من السفينة وبنوها ولما خرجوا من السفينة نزلوا قردي وبازبدا بأرض الموصل وهي قرية الثمانين وقع فيهم الوباء فماتوا إلا نوح وسام بن نوح وحام ويافث ونساؤهم وسابعهم نوح وطبقت الدنيا منهم فذلك قول الله ﷿


(١) في اللباب " فاته الثمامي - نسبة إلى ثمامة بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيئ - بطن من طيئ منهم جعفر بن عفان بن جبير بن صفير بن سمير بن مالك بن شراحيل بن عميرة بن الحارث بن ثمامة الشاعر، كان غاليا في التشيع وله فيه أخبار خبيثة " وفي القبس ذكر هذا البطن وقال: " منهم من الصحابة عروة بن مضرس بن أوس بن حارثة بن لام عمرو بن طريف بن عمرو بن ثمامة.
(٢) في نسخ أخرى " بعد طوفان نوح ".

<<  <  ج: ص:  >  >>