هذه النسبة إلى بدا و" شغب " وهما واديان من أيلة، وعليهما ضيعة، كان ينزلها الزهري محمد بن مسلم بن شهاب، بين طريق مصر والشام، وقال الشاعر فيهما:
وأنت التي حببت شغباً إلى بدا … إلي، وأوطاني بلاد سواهما
وحلت بهذا مرة ثم أصبحت … بأخرى، فطاب الواديان كلاهما (١)
ومات الزهري بها، وأوصى وأن يدفن على قارعة الطريق لعل مسلماً يمر عليه فيدعو له، والمشهور بهذه النسبة:
زكريا بن عيسى الشغبي مولى الزهري، يروي عنه نسخة عن نافع، رواها عنه عمر بن أبي بكر المؤملي.
(١) البيتان من جملة أبيات لكثير عزة، كما في " وفيات الأعيان " ٤: ١٧٩ و" معجم البلدان ". وضبط ابن خلكان " شغب " كما ضبطها المصنف هنا بالشين والغين والباء فقط، لكن أورد ياقوت هذه الأبيات تحت مادة " شغبى " بألف مقصورة بعد الباء، وجعل قول كثير في البيت الأول هكذا " وأنت التي حببت شغبى .. " وحكى قولا أن قرية الزهري هي " شغبى " وقيل " شغب "، ثم ذكر " شغب " وتكلم عليها، وليتنبه لهذا، فقد غفل المعلق على " التبصير " للحافظ ص ٨١٢.