مذحج، وإنما قيل لهم جنب لأنهم جانبوا أخاهم صداء وحالفوا سعد العشيرة، وقد ذكرت بعض نسبهم في الغلوي. والمنتسب إليهم أبو ظبيان الجنبي واسمه حصين بن جندب، يروي عن علي بن أبي طالب ﵁ وابن عباس وابن مسعود ﵃. وابنه قابوس بن أبي ظبيان الجنبي وأولاده فيهم كثرة. وأبو علي عمرو بن مالك الجنبي، يروي عن فضالة بن عبيد. ومن الصحابة عمرو بن خارجة الجنبي (١) قيل إنه كان حليفاً لأبي سفيان بن حرب بعثه رسولاً إلى رسول الله ﷺ، حديثه (لا وصية لوارث). وأبو سلمة الجنبي اسمه خداش، من الصحابة أيضاً، ذكره وعمرو بن خارجة أبو يوسف يعقوب بن سفيان في كتاب الاثنين. وأبو ظبيان حصين بن جندب الجنبي الكوفي، يروي عن علي بن أبي طالب ﵁ وسلمان ﵁، روى عنه إبراهيم والأعمش وهو والد قابوس، مات مات سنة ست وتسعين. وأبو مالك عمرو بن هاشم الجنبي من أهل الكوفة، يروي عن هشام بن عروة ومحمد بن إسحاق، روى عنه العراقيون، كان ممن يقلب الأسانيد ويروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الإثبات، لا يجوز الاحتجاج بخبره.
الجنجروذي: بالنون بين الجيمين المفتوحتين وضم الراء بعدها الواو وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى جنجروذ وهي قرية قريبة من نيسابور، ويقال لها كنجروذ وسأذكرها في الكاف أيضاً، واشتهر بالنسبة إلى هذه القرية أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور بن مخلد بن مهران العدل الجنجروذي الختن، وإنما قيل له الختن لأنه ختن أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وكان من أعيان مشايخ نيسابور، ولم يكن أخص بمحمد بن إسحاق منه، ثم صار في أواخر عمره من الأبدال، وكان كثير السماع بخراسان والعراق، سمع بخراسان السري بن خزيمة والحسين بن الفضل والفضل بن محمد بن المسيب وأقرانهم، وهذا سماع سنة خمس وسبعين ومائتين، وكتب بالري عن علي بن الحسين بن الجنيد، وبالعراق سمع ببغداد إسماعيل بن إسحاق القاضي ومحمد بن غالب بن حرب، وبالكوفة عن أحمد بن موسى التميمي، وبالحجاز علي بن عبد العزيز ومحمد بن علي بن زيد الصائغ وغيرهم، روى عنه أبو علي الحافظ وأبو الحسين الحجاجي وأبو علي الماسرجسي والشيوخ من حفاظنا - هكذا ذكره أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ: وقال: توفي في شوال سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، وقد استمليت عليه مجلساً واحداً تبركاً سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة
(١) كذا ولعمر بن خارجة هذا ترجمة في كتب الرجال والصحابة ولم أرهم ذكروا أنه يقال له (الجنبي) بل ذكروا أنه أشعري وقيل أنصاري وقيل أسدي وقيل جمحي والله أعلم.