لنا عنه أبو القاسم (بن السمرقندي وأبو القاسم العكبري وعبد الخالق بن يوسف ببغداد وأبو السعادات بن نغوبا العدل بواسط وأبو منصور عبد الخالق بن زاهر الشحامي بنيسابور وسمعت أبا البركات عبد الله بن محمد الفراوي يقول سمعت والدي يقول سمعت نصر بن الحسن الشاشي يقول: ركبت البحار إلى أن وصلت إلى موضع في البحر فرأيت صورة من الحجر أو غيره مرتفعة عن الماء وله يد معوجة مكتوب عليها: لا تجاوزني فإن النمل تأكلك.
وكانت ولادته التنكتي في سنة ست وأربعمائة وتوفي في ذي القعدة سنة ست وثمانين وأربعمائة بنيسابور ودفن بمقبرة الحيرة.
التنوخي: بفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وضم النون المخففة وفي آخرها الخاء المعجمة، هذه النسبة إلى تنوخ وهو اسم لعدة قبائل اجتمعوا قديماً بالبحرين وتحالفوا على التوارز والتناصر وأقاموا هناك فسمعوا تنوخاً، والتنوخ الإقامة، وقال أبو العلاء المعري يصف الثلج:
أتانا في الولادة وهو شيخ … فأزرى بالشباب وبالشيوخ
وقال أريد عندكم تنوخاً … فقلت أصبت أنا من تنوخ
وجماعة منهم نزلت معرة النعمان وأكثرهم كانوا فضلاء علماء، وأبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد بن سليمان بن أحمد بن سليمان بن داود بن المطهر بن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أنور بن أسحم بن أرقم بن النعمان بن عدي بن عبد غطفان بن عمرو بن بريح بن خزيمة بن تيم الله - وهو تنوخ بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن إلحاف بن قضاعة التنوخي المعري من أهل معرة النعمان، كان حسن الشعر، جزل الكلام، فصيح اللسان، غزير الأدب، عالماً باللغة حافظاً لها، صنف التصانيف الكبار وأملاها من حفظه، وكان ضريراً عمي في صباه، وكان يتزهد ولا يأكل اللحم ويلبس خشن الثياب، وصنف كتباً في اللغة وقيل أنه عارض سوراً من القرآن، وحكي عنه حكايات مختلفة في اعتقاده حتى رماه بعض الناس بالإلحاد وشعره المعروف بسقط الزند سائر مشهور، سمع الحديث اليسير وحدث به، روى عنه أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي القاضي وأبو الخطاب العلاء بن حزم الأندلسي وأبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري وأبو زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي وجماعة كثيرة سواهم وحكي تلميذه