اليوم، خرج منها جماعة من أهل العلم في كل فن، والمشهور بالنسبة إليها:
أبو عبد الله الحسين بن علي بن خلف بن جبريل بن الخليل بن صالح بن محمد الألمعي الكاشغري، شيخ، فاضل، واعظ، ولكن أكثر رواياته وأحاديثه مناكير. واسمه الحسين، غير أنه عرف بالفضل، صنف التصانيف الكثيرة في الحديث، لعلها تربي على مائة وعشرين مصنفاً، وعامتها مناكير، روى الحديث عن أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد الصوري، وأبي طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز، وأبي القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي، وأبي عبد الله محمد بن علي بن عبد الرحمن الحسيني الكوفي، وطبقتهم. روى عنه جماعة من القدماء، وحدثني عنه أبو نصر محمد بن محمود بن السره مرد الشجاعي، وأبو سفيان محمد بن أحمد بن عبد الله بن العباس العبدوسي بسرخس، وما أظن أن أحداً حدثني عنه سواهما. وتوفي بعد سنة أربع وثمانين وأربعمائة.
وأما ابنه أبو الفتوح عبد الغافر بن الحسين الكاشغري، كان حافظاً، ثقة، مكثراً، صدوقاً.
وأما أبوه فلم يكن كذلك، والابن كان خيراً من الأب بكثير.
سمع الابن عن جماعة، مثل: أبي طاهر محمد بن عبد الملك الدندانقاني. وتوفي قبل الأب بعشر سنين. روى لي عنه أبو بكر هبة الله بن الفرج، بهمذان، وأبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بمرو، وكانت له رحلة إلى الجبال، والعراق، وما جاوز بغداد.
وأبو المعالي طغرلشاه بن محمد بن الحسين الكاشغري. سمع معنا الحديث الكثير بنيسابور، عن أبي عبد الله الفراوي، وأبي القاسم الشجاعي، وأبي محمد عبد الجبار بن محمد الخواري، وطبقتهم. وكان واعظاً حسن الوعظ. سكن هراة، ونفق سوقه عندهم، وصاهر بعض الأتراك. ولقيته بهراة في النوبة الثانية، سنة ست وأربعين وخمسمائة، وسمع بقراءتي أجزاء، وسمع أولاده، وسمع بنفسه " الصحيح " مع ولدي من أبي الوقت السجزي. بروايته عن الدوادي، عن الحمويي، عن الفربري، عن البخاري، وكتب بخطه أحاديث يسيرة، وسمعت منه ذلك.
الكاغذي: بفتح الغين وكسر الذال المعجمتين.
هذه النسبة إلى عمل الكاغذ، الذي يكتب عليه وبيعه، وهو لا يعمل في المشرق إلا بسمرقند، والمشهور بهذه النسبة:
أبو توبة سعيد بن هاشم الكاغذي السمرقندي. يروي عن عمرو بن عاصم الكلابي،