أحمد المقدمي وطبقتهم. روى عنه ابنه أحمد والحسن بن الحسين النوبختي وأبو عبد الله المرزباني، وكان ألثغ فتكلف حتى أزال ذلك وكانت ولادته في صفر سنة ست وسبعين ومائتين، ومات في جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة ببغداد.
وعمهم علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم، كان راوية للأخبار والأشعار، شاعراً محسناً، أخذ عن إسحاق بن إبراهيم الموصلي الأدب وصنعته الغناء، ونادم جعفر المتوكل، وكان من خاصة ندمائه، وتقدم عنده وعند من بعده من الخلفاء إلى أيام المعتمد، وتوفي آخر أيام المعتمد ودفن بسر من رأى.
وأبو أحمد يحيى بن علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم من أهل بغداد، حدث عن أبيه والزبير بن بكار وأحمد بن الحارث الخزاز وإسحاق بن إبراهيم الموصلي وأبي هفان العبدي، روى عنه ابنه يوسف وابن أخيه علي بن هارون بن علي ومحمد بن أحمد الحكيمي وأبو بكر محمد بن يحيى الصولي، وكان أديباً شاعراً ونادم غير واحد من الخلفاء. ذكر أبو عبيد الله المرزباني أبا أحمد المنجم فقال: أديب شاعر مطبوع، أشعر أهل زمانه وأحسنهم أدباً وأكثرهم افتتاناً في علوم العرب والعجم، وجالس الموفق والمعتضد وخص به وبالمكتفي من بعده، وهو من شجرة الأدب الناضرة وأنجمه الزاهرة فاضل الآباء والأجداد، ومنجب الأهل والأولاد، وكانت ولادته سنة إحدى وأربعين ومائتين، ومات في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث مئة، وسنه ثمان وخمسون سنة.
المنجنيقي: بفتح الميم، وسكون النون، وفتح الجيم وكسر نون أخرى، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها القاف هذه النسبة إلى منجنيق، وهو شيء يعمل لرمي الحجارة إلى القلاع والحصون وعرف بهذه النسبة جماعة.
منهم أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله القاضي الطبري المنجنيقي ويعرف بالعراقي، وأهل جرجان يعرفونه بالمنجنيقي، وكان قد ولي قضاء جرجان قديماً، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: وقلما رأيت في الفقهاء أفصح لساناً منه، يناظر على مذهب الشافعي في الفقه وعلى مذهب الأشعري في الكلام، ورد نيسابور غير مرة وآخرها أني صحبته سنة تسع وخمسين من نيسابور إلى بخارى ثم توفي بقرب ذلك ببخارى، سمع بخراسان عمران بن موسى، وبالعراق أبا محمد يحيى بن محمد بن صاعد وأقرانه، ودخل معنا بخارى وأبو جعفر البستي وزير السلطان فقام عليه يوماً بحضرة الناس واستزاده في عطائه فقال الشيخ أبو جعفر قد رضينا وأعجبنا ما رأيناه من فصاحتك غير أنا لا بد منا من أن نستبرئ حالك ثم نقلدك،