للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها الإمام الصابر في المحنة الباذل روحه في السنة أبو يعقوب يوسف بن يحيى المصري البويطي صاحب يسأله الشافعي وخليفته بعده، حمل إلى بغداد مقيداً في فتنة خلق القرآن، ومات في السجن مقيداً، ودفن كذلك، سمع عبد الله بن وهب وأستاذه محمد بن إدريس الشافعي، روى عنه أبو إسماعيل الترمذي وإبراهيم بن إسحاق الحربي وقاسم بن المغيرة وأحمد بن منصور الرمادي، وكان متعبداً صالحاً زاهداً، وكان أبو الوليد بن أبي الجارود يقول: كان أبو يعقوب البويطي جاري، قال فما كنت أنتبه ساعة من الليل إلا سمعته يقرأ ويصلي، قال الربيع: كان أبو يعقوب أبداً يحرك شفتيه بذكر الله، قال الربيع كان لأبي يعقوب البويطي من الشافعي منزلة، وكان الرجل ربما يسأله عن المسألة فيقول سل أبا يعقوب، فإذا أجابه أخبره فيقول: هو كما قال، قال وربما جاء إلى الشافعي رسول صاحب الشرط فيوجه الشافعي البويطي ويقول: هذا لساني، وقال الشافعي: البويطي يموت في الحديد، قال الربيع دخلت على البويطي أيام المحنة فرأيته مقيداً إلى أنصاف ساقيه مغلولة يداه إلى عنقه، ومات في رجب سنة إحدى وثلاثين ومائتين. والبويطي أيضاً لقب محمد بن عمر بن عبد الله بن الليث الشيرازي أبي عبد الله الفقيه البويطي، ذكره أبو القاسم الشيرازي في تاريخ شيراز. وأبو الحسين تميم بن أحمد بن تميم بن ثابت البويطي الصعيدي، ذكره أبو زكريا يحيى بن علي بن محمد الطحان المصري فقال: حدثونا عنه، ولد ببويط سنة تسع وسبعين ومائتين، وتوفي في رجب سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.

البوينجي: بضم الباء الموحدة وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون النون (١) وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى قرية بمرو على فرسخين منها يقال لها بوينه، وبوينك يقال أيضاً، واشتهر بهذه النسبة جماعة، منهم أبو عبد الرحمن الحسين بن المثنى بن عبد الكريم بن راشد البوينجي المروزي من قرية بوينة، رحل إلى العراق وكتب بالري عن جرير بن عبد الحميد وبالكوفة عن وكيع بن الجراح واختص برواية كتاب الزكاة عن وكيع وسمع بمرو أباه والفضل بن موسى السيناني، روى عنه عبد الله بن محمود السعدي وأبو رجاء محمد بن حمدويه السنجي وأبو عبد الله محمد بن علي الحافظ الهرمزفرهي وغيرهم من الأئمة والحفاظ، وكانت وفاته قبل سنة ثلاثمائة في حدود سنة خمسين ومائتين. وأبو سعيد البوينجي صاحب ابن المبارك في قرية بوينه هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.


(١) لم يذكر في معجم البلدان حال النون وأحسبها في اسم القرية مفتوحة بدليل قلب الهاء في التعريب كافا أو جيما، وذلك إنما عرف حيث تكون الهاء الأخيرة ساكنة بعد فتحة، ولا مانع أن تكون كذلك ثم يقع التخفيف في النسبة بإسكان النون.

<<  <  ج: ص:  >  >>