(٢) هذه عبارة الخطيب في " تاريخ بغداد " ١: ٤١٣، ويكثر ورود مثلها في " تاريخه "، وفي ظاهرها إشكال الجمع بين وصفين متفاوتين في رجل واحد، هما " ثقة " و" مستور ". وكنت كتبت به منذ ثلاث سنوات إلى فضيلة شيخنا العلامة الحافظ الشيخ عبد الله الصديق الغماري حفظه الله بخير وعافية، فكتب إلي في الجواب: " وأما قول الخطيب: "مستور ثقة " فيقصد بقوله " مستور " مجهول العدالة في الباطن مع كونه عدلا في الظاهر، وهو أحد أنواع المجهول الثلاثة. وقد قطع الامام سليم الرازي بالاحتجاج بروايته، قال ابن الصلاح: ويشبه أن يكون العمل على هذا الرأي في كثير من كتب الحديث المشهورة، وصحح النووي الاحتجاج به أيضا، ومثل هذا لا يقال عنه " ثقة " إلا مع لفظ " مستور " كما يفعل الخطيب، لإفادة أن عدالته ظاهرية وليترك للناظر في روايته حرية الاخذ بها أو عدمه، حسب ما يقتضيه اجتهاده وبحثه، وعند التعارض تقدم عليها رواية من يقال فيه " ثقة " أو " صدوق " " انتهى كلام شيخنا جزاه الله خيرا.