للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرابع منسوب إلى مدينة أصبهان، وهي جي (١)، سمعت بها عن جماعة من أهلها الحديث، وفي المحدثين المنتسبين إليها كثرة استغنينا عن ذكرهم بشهرتهم فإن من كان من الأصبهانيين يقال له (المديني) فهو من هذه المدينة.

ومن القدماء أبو جعفر أحمد بن مهدي بن رستم المديني. كتب بالشام عن أبي اليمان، وبمصر عن ابن أبي مريم وأبي صالح كاتب الليث، وبالعراق عن أبي نعيم وقبيصة، وكان ثقة ثبتاً.

وأبو الفضل الخصيب بن الفضل بن محمد بن الفضل بن محمد بن سلم بن عوذ بن سلامة الحنفي المديني، ومحمد بن سلم هو أخو الخصيب بن سلم، ومات الخصيب سنة ثمان وعشرين ومائتين، وكان سمع من بكر بن بكار، وكان على خراج أصبهان.

وأبو الحسين أسيد بن عاصم بن عبد الله الثقفي المديني، من مدينة أصبهان، ثقة، هو أخو محمد بن عاصم وهم إخوة محمد وعلي والنعمان وأسيد بنو عاصم. روى أسيد عن سعيد بن عامر ومحمد بن عبد الوارث والبصريين وعن الحصين بن حفص الأصبهاني. روى عنه أبو العباس. وتوفي سنة سبعين ومائتين وصلى عليه إسماعيل بن أحمد.

ومن مدينة أصبهان أبو بكر عبد الله بن محمد بن النعمان بن عبد السلام المديني التيمي. كان ثقة مأموناً، ذكر أنه كان يمتنع من التحديث ثم رأى رؤيا فحدث وكان من عباد الله الصالحين، وذكر عن أبي عبد الله الكسائي، قال: قدم عبد الله بن المغيرة أصبهان، فذهب إلى عبد الله بن محمد بن النعمان فاستأذن عليه فلما رآه أكب عليه يقبله، فقيل له في ذلك فقال: رأيت رسول الله في المنام ومعه رجلان، فقلت: من هذان يا رسول الله؟

فقال: هذا أبو بكر الصديق وهذا عبد الله بن محمد بن النعمان، فالذي أقدمني أصبهان رؤية هذا الشيخ وهو الذي رأيته مع رسول الله . وكان يروي عن أبي ربيعة زيد بن عوف وأبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي وأبي نعيم الفضل بن دكين وغيرهم. روى عنه أبو محمد غياث بن محمد بن غياث المعدل وعبيد الله بن أحمد بن علي بن الجارود وأبي علي أحمد بن


(١) أصبهان منهم من يفتح الهمزة وهم الأكثر، وكسرها آخرون منهم السمعاني وأبو عبد البكري وهو اسم للإقليم، وكانت مدينتها (جي) ثم صارت اليهودية. قال ياقوت نقلا عن منصور بن باذان: وكانت مدينة أصبهان بالموضع المعروف هو الآن يعرف بشهرستان وبالمدينة، فلما سار بخت نصر وأخذ بيت المقدس وسبي أهلها حمل معه يهودها وأنزلهم أصبهان فبنوا لهم في طرف مدينة جي محلة ونزلوها وسميت باليهودية، ومضت على ذلك الأيام والأعوام فخربت جي وما بقي منها إلا القليل وعمرت اليهودية. فمدينة أصبهان اليوم هي اليهودية (معجم البلدان) (أصبهان، جي، اليهودية).

<<  <  ج: ص:  >  >>