ويعقوب بن أبي إسحاق القلوسي، وأكثر عن أحمد بن منصور الرمادي، وقبره معروف في المقبرة بقرب قنطرة عبد الله مشهور يزار. مات سنة إحدى وثلاث مئة. روى عنه أبو بكر الإسماعيلي وأبو أحمد بن عدي الحافظ وإبراهيم بن موسى وغيرهم وكان حسن اللباس.
خرج يوماً إلى الجامع، وقد لبس ثياباً فاخرة، وتعسر فرأته امرأة فقالت له: يقال إنك عالم زاهد، تلبس مثل هذه الثياب لا تستحي من الله فقال أبو عمران: أستحي من الله أن ألبس أحسن من هذه فلا ألبس.
وابن أخيه أبو ذر جندب بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن المهلب بن عيينة بن المهلب بن أبي صفرة المهلبي، من أهل جرجان. يروى عن أبي يعقوب البحري ومحمد بن الحسين بن ماهيار وأبيه وجده وحمزة بن العباس العقبي وأحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ودعلج بن أحمد السجزي وجماعة، وكان فقيه النفس متديناً، روى عنه حمزة بن يوسف السهمي وتوفي في رجب سنة ست وثمانين وثلاث مئة ودفن بمقبرة سليماناباذ بجنب جده.
وجده أبو محمد عبد الرحمن بن عبد المؤمن بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن المهلب بن عيينة بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي المهلبي، من أهل جرجان، من بيت الحديث وأهله، له رحلة إلى العراق والحجاز وسمع أبا صالح محمد بن زنبور بن الأزهر المكي وعيسى بن محمد السلمي وجماعة. روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي وأبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ وأبو الحسن القصري الجرجاني ومات سلخ المحرم من سنة تسع وثلاث مئة، ودفن بمقبرة سليماناباذ (١).
ومن القدماء أبو عروة معمر بن راشد البصري المهلبي، مولى الأزد، من أهل البصرة، سكن اليمن وهو معمر بن أبي عمر، وكان من ثقات العلماء يروي عن الزهري وقتادة (و) يحيى بن أبي كثير وأبي إسحاق الهمداني والأعمش. روى عنه الثوري وشعبة (و) ابن أبي عروبة وابن عيينة وابن المبارك وإسماعيل بن علية ومروان الفزاري ورباح الصنعاني وهشام بن يوسف ومحمد بن ثور وعبد الرزاق بن همام. قال ابن جريج: عليكم بهذا الرجل، يعني معمراً، فإنه لم يبق من أهل زمانه أعلم منه. وسئل ابن جريج عن شيء من التفسير فأجابني، فقلت له: إن معمرا قال كذا وكذا، قال: إن معمراً شرب من العلم بأنفع، قال معمر: جلست إلى قتادة وأنا ابن أربع عشرة سنة، فما سمعت منه حديثاً إلا كأنه منقش في صدري. وقال
(١) سليماناباذ: محلة أو قرية من نواحي جرجان (معجم البلدان).