للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البقال وغيره من كتبه الحديث يحضرون عنده لذلك ويسمعون منه وينتخبون عليه وكان محمد بن أحمد بن عبد الملك الأدمي يذكرهم ويقول: سماعون للكذب أكالون للسحت، وقال: وحدثني عبد العزيز الأزجي عن الأدمي عن أبي سهل بن زياد. وأبو الحسين أحمد بن يحيى بن عثمان الأدمي العطشي سأذكره في العين. وأبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة بن يزيد بن عبد الملك الأدمي القاري الشاهد من أهل بغداد صاحب الألحان، كان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن وأجهرهم بالقراءة، وحدث عن أحمد بن عبيد بن ناصح وعبد الله بن الحسن الهاشمي ومحمد بن يوسف بن الطباع وأحمد بن عبيد الله النرسي وأحمد بن موسى الشطوي والحارث بن محمد بن أبي أسامة وعبد الله بن أحمد الدورقي ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه وأبو نصر أحمد بن محمد بن حسنون النرسي وأبو الحسين علي بن محمد بن بشران وأبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن الحمامي وأبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز وغيرهم، وحكى القاضي أبو محمد بن الأكفاني سمعت أبي يقول: حججت في بعض السنين وحج في تلك السنة أبو القاسم البغوي وأبو بكر الأدمي القارئ فلما صرنا بمدينة الرسول جاءني أبو القاسم البغوي فقال لي: يا أبا بكر! ههنا رجل ضرير قد جمع حلقة في مسجد رسول الله وقعد يقص ويروي الكذب من الأحاديث الموضوعة والأخبار المفتعلة فإن رأيت أن تمضي بنا إليه لننكر عليه ذلك ونمنعه منه، فقلت: يا أبا القاسم! إن كلامنا لا يؤثر مع هذا الجمع الكثير والخلق العظيم ولسنا ببغداد فيعرف لنا موضعنا وننزل منازلنا ولكن ههنا أمر آخر هو الصواب، وأقبلت على أبي بكر الأدمي فقلت له: استعذ واقرأ، فما هو إلا أن ابتدأ بالقراءة حتى انفلت الحلقة وانفض الناس جميعاً فأحاطوا بنا يسمعون قراءة أبي بكر وتركوا الضرير وحده فسمعته يقول لقائده: خذ بيدي! فهكذا تزول النعم، وحكى ذرة الصوفي قال: كنت بت ليلة بكلواذا على سطح عال فلما هدأ الليل قمت لأصلي فسمعت صوتاً ضعيفاً فإذا هو صوت أبي بكر الأدمي القاري فبكرت من الغد إلى بغداد فرأيته خارجاً من دار أبي عبد الله الموسائي فقلت له: قرأت البارحة؟ فقال: بلى! فقلت: سمعت صوتك بكلواذا ولولا أنك أخبرتني الساعة بهذا على غير اتفاق ما صدقت، وحكى أبو جعفر بن بريه الهاشمي الإمام يقول: رأيت أبا بكر الأدمي في النوم بعد موته بمديدة فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال:

أوقفني بين يديه وقاسيت شدائد وأموراً صعبة، فقلت له: فتلك الليالي والمواقف والقرآن؟

فقال: ما كان شيء أضر علي منها لأنها كانت للدنيا، فقلت له: فإلى أي شيء انتهى أمرك؟

قال: قال لي تعالى: آليت على نفسي أن لا أعذب أبناء الثمانين، وتوفي في شهر ربيع الأول سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. وأبو عمرو عثمان بن محمد بن القاسم بن يحيى بن زكريا

<<  <  ج: ص:  >  >>