للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بعذاب " لا اعذبه احدا من العالمين " فقال عيسى " ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم " وخبرهم بنزول العذاب عيهم فمسخ الله منهم ثلاثة وثلاثين رجلا خنازير واصبحوا يأكلون العذرة في الحشوش ويتبعون الزبل في الطرق وكانوا يأتون أول الليل على فراشهم مع نسائهم آمنين في دورهم في احسن صورة واوسع رزق فأصبحوا خنازير واصبح الناس من بقي خائفين من عقوبة الله وعيسى يبكي ويتضرع واهلوهم يبكون معه عليهم وجاءت الخنازير تسعى الى عيسى حين ابصرته فطفقوا وعيسى يدعوهم يا فلان ويا فلان فيقول برأسه نعم فيقول الم انذركم عقوبة الله فيقولون برؤوسهم اي نعم واحذركم واخوفكم عذابه وكأني كنت انظر اليكم في غير صوركم فذلك قوله تعالى " لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون " وانزل الله على نبيه (صلى الله عليه وسلم) " يستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات " ثم ان عيسى سأل ربه ان يميتهم فاماتهم بعد ثلاثة ايام فما رأى احد من الناس لهم جيفة في الارض لان العقوبة إذا نزلت من الله استأصلت فنعوذ بالله من غضبه قالوا ومن اختلف منهم في امر المائدة من هؤلاء المسمين منهم ابن سمعان وجويبر ومقاتل باسنادهم قالوا لما آمنوا هؤلاء بعيسى وسألوه المائدة وذلك بين ايلياء وارض الروم وكان الله حين انزل عليهم المائدة اشترط عليهم العذاب فقال لهم فيما اوحى الله الى عيسى ان كان قال له والله اعلم فقال يا عيسى قل لهم يأكلون ولا يتخذون خبئا قال فأكلوا فصدر عنها سبعة آلاف شباعا قال اسحاق وقال بعض هؤلاء المسمين باسناده اثني عشر الفا فكانت تنزل المائدة عليهم اربعين صباحا فعمد قوم منهم فخبثوا منه فقال الحواريون لا تفعلوا فانكم ان فعلتم عذبتم وكان قوم منهم مداهنين فقال دعوهم وما الذي يتخوفون عليهم انكارا لما قالوا لهم فقال الذين جهلوا ما سمعتم بساحر يخرج في آخر الزمان يزرع من


١ - سورة المائدة الاية: ١١٥
٢ - سورة المائدة الاية ١١٨
٣ - الحشوش جمع حش وهي مواضع قضاء الحاجة (راجع اللسان حشش)
٤ - سورة المائدة الاية: ٧٨
٥ - سورة الرعد الاية: ٦
٨ - خين الطعام غيبه وخبأه للشدة (القاموس المحيط)