للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الشئ فإذا اعطيتموه كرهتموه ما اخوفني ان تعبدوا هذه السمكة قال عودي كما كنت باذن الله قال فعادت مشوية في حالها قال كن انت يا روح الله اول من يأكل ثم نأكل بعد قال عيسى معاذ الله بل يأكل منها من طلبها وسألها ففرق الحوريون ان تكون انما انزلت سخطة فيها مثلة فلم يأكلوا ودعا لها عيسى اهل الفاقة والزمانة من العميان والمجذمين والبرص والمقعدين واصحاب الماء الأصفر والمجانين والمختلين قال كلوا من رزق الله ربكم ودعوة نبيكم فانه رزق ربكم وتكون المهانة لكم والبلاء لغيركم واذكروا اسم الله وكلوا ففعلوا فصدر عن تلك السمكة والارغفة والرمانات والبقول الف وثلاثمائة رجل وامرأة بين فقير جائع وزمن ناقه ورفعت السفرة الى السماء وهم ينظرون إليها واستغنى كل فقير اكل منها يومئذ فلم يزل غنيا حتى مات وبرئ كل زمن من زمانته فلم يزل حتى مات وندم الحواريون وسائر الناس ممن ابى ان يأكل منها حسرة فشابت منها اشفارهم قال فكانت إذا نزلت بعد ذلك اقبلوا إليها صورا من كل مكان يسعون يركب بعضهم بعضا الاغنياء والفقراء والرجال والنساء والضعفاء والأشداء والصغار والكبار والاصحاء والمرضى فركب بعضهم بعضا فلما رأى عيسى بن مريم ذلك جعلها نوبا بينهم قال وكانت تنزل غبا يوما ولا تنزل يوما كناقة ثمود ترعى يوما وترد يوما فلبث بذلك اربعين صباحا تغب يوما وتنزل يوما يؤكل منها حتى إذا فاء الفئ طارت صعدا ينظرون الى ظلها في الارض حتى توارى عنهم فأوحى الله الى عيسى ان اجعل مائدتي رزقا لليتامى والزمنى دون الاغنياء من الناس فلما فعل ذلك بهم عظم ذلك على الاغنياء واذاعوا القبيح حتى شكوا وشككوا فيه الناس فوقعت الفتنة في قلوب المرتدين قال قائلهم يا روح الله وكلمته ان المائدة لحق انها لتنزل من عند الله قال عيسى ويحكم هلكتم سروا للعذاب ان لم يرحمكم الله فأوحى الله تعالى الى عيسى اني آخذ بشرطي من المكذبين قد اشترطت عليهم اني معذب من كفر منهم " عذابا لا اعذبه احدا من العالمين " بعد نزولها " ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز


١ - في تفسير ابن كثير: ما إخوفني عليكم ان تعاقبوا بما تصنعون
٢ - الاصل: رغيبا
٣ - سورة المائدة الاية: ١١٥