وكان يقول «١» : «إذا تبايع الرجلان فإن أحدهما يبيعه بالخيار حتى يفارق «٢» صاحبه، أو يخير كل واحد منهما صاحبه، فيختار كل واحد منهما هواه من البيع» .
وكان يقول:«من ضلّ له مال اشتري فعرفه فجاء عليه ببيّنة فإنّ ماله يؤدّى إليه، وإن الذي كان ابتاعه يتبع ثمنه عند بيعه الذي ابتاع منه» .
وكان يأمرنا أن نشهد الجمعة، ولا نغيب عنها، فإذا انتدب المؤمنون بندبة يوم الجمعة، وقاموا يكتنّون فإن أحدهم هو أحقّ بمقعده إذا رجع إليه «٣» .
وكان يقول:«إذا نعس أحدكم في الجمعة فليتحول عن مقعده في مكان آخر» .
وكان «٤» يأمرنا بالمساجد أن نصنعها في ديارنا، ونصلح «٥» صنعتها ونطهرها. وأتاه رجل من الأعراب يستفتيه في الذي يحلّ له والذي يحرم عليه، وفي نسكه من ماشيته في عترة «٦» وفرعة «٧» من نتيج إبله وغنمه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«تحلّ لك الطيبات وتحرم عليك الخبائث إلا أن تفتقر إلى طعام لأخيك فتأكل منه حتى تستغني عنه» . فقال الرجل الأعرابي: ما يغني «٨» الذي أكل ذلك إذا بلغته، ما غناي الذي يغنيني عنه؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
«إذا كنت ترجو نتاجا فتبلغ إليه بلحوم ماشيتك «٩» ، أو كنت ترجو ميرة تنالها «١٠» فتبلغ إليها بلحوم ماشيتك، وإذا كنت لا ترجو من ذلك شيئا، فأطعم أهلك مما بدا لك حتى تستغني عنه» . قال الرجل الأعرابي: ما غناي الذي يغنيني عنه «١١» ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا