للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وخوى «١» يعاودني وقلّ له منّي الجوى ومحاسن الذّكر

لمّا هوت أيدي الرّجال به في قعر ذات جوانب غبر

وعلمت أنّي لن ألاقيه في الناس حتّى ملتقى الحشر

كادت لفرقته وما ظلمت نفسي تموت على شفا القبر

ولعمر من حبس الهديّ له بالأخشبين «٢» صبيحة النّحر

لو كان نيل الخلد يدركه بشر بطيب الخيم والنّجر «٣» لغبرت لا تخشى المنون ولا أودى بنفسك حادث الدّهر

ولنعم مأوى المرملين «٤» إذا قحطوا وأخلف صائب القطر

كم قلت آونة وقد ذرفت عيني فماء شؤونها «٥» يجري

أنّي وأيّ فتى يكون لنا شرواك عند تفاقم الأمر

لدفاع خصم ذي مشاغبة ولعائل ترب أخي فقر

ولقد علمت وإن ضمنت جوى مما أجنّ كواهج الجمر

ما لا مرىء دون المنيّة من نفق فيحرزه ولا ستر

قال: وكان بحضرة هشام رجل من آل الزّبير، فقال له: أحسنت وأسرفت في القول، فلو قلت هذا في رجل من سادات قريش لكان كثيرا. فزجره هشام وقال: بئس والله ما واجهت به جليسك؛ فكشره إسماعيل، وجزاه خيرا. فلمّا انصرف تناول هشام الرجل الزّبيريّ وقال: ما أردت إلى رجل شاعر ملك قوله فصرف أحسنه إلى أخيه! ما زدت على أن أغريته بعرضك وأعراضنا لولا أنّي تلافيته. وكان محمد بن يسار أخو إسماعيل هذا الذي رثاه شاعرا من طبقة أخيه؛ وله أشعار كثيرة. ولم أجد له خبرا فأذكره، ولكن له أشعار كثيرة يغنّى فيها.

منها قوله في قصيدة طويلة: