يغشون حتى ما تهرّ كلابهم لا يسألون عن السواد المقبل «١»
قال: فطرب ثم قال: هل تعرف هذا الشعر؟ قلت: لا، قال: قاله ابن الفريعة حسان بن ثابت شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا وفي ملكنا، قال: قلت: نعم أما إنه ضرير كبير، قال: ثم سكت هنيّة ثم قال: أطربنني، فخفقن بعيدانهنّ واندفعن يغنّين «٢» :
لمن الدار أقفرت «٣» بمعان بين فرع «٤» اليرموك فالصّمّان «٥»
فالقريّات من بلاس فداريّ افسكّاء فالقصور الدواني «٦»
فحمى «٧» جاسم إلى مرج ذي الصّف ر مغنى قبائل وهجان
تلك دار العزيز بعد ألوف «٨» وحليل عظيمة الأركانصلوات المسيح في ذلك الدّي ر دعاء القسّيس والرهبان «٩»
قال: هل تعرف هذه المنازل ومن قائلها؟ قلت: لا، قال: يقولها ابن الفريعة فينا وفي ملكنا ومنازلنا بأكناف غوطة دمشق حسان بن ثابت. قال: ثم سكت طويلا، ثم قال:
بكّينني. قال: فوضعن عيدانهنّ، ونكّسن رؤوسهن. واندفعن يقلن «١١» :