أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو منصور محمد بن بكر.... «١» ، نا أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستاني إملاء، قال: سمعت مشايخنا قالوا: وعاش سمعان بن هبيرة وهو أبو السّمّال الأسدي سبعا وستين ومائة سنة «٢» وهو الذي يقول:
وهاربة من شيبتي وتجنني وطول قعودي بالوصيد «٣» أفكر
تقول فنا سمعان بعد اعتداله وبعد سواد الرأس والرأس أزعر
فقلت لها: لا تهربي إن قصّرت المنايا وريب الدهر بالمرء يعذر
فكم من صحيح عاش دهرا بنعمة فحلّ به يوم أغرّ مشهرفصار لقاء في البيت لا يبرح الفنا رديّا عليه كآبة وتوقّر
وقد كان مدلاجا «٤» إلى المسجد متعبا إليه المطايا عمره ليس يقتر
فلما ترمته المنايا وريبها تقوّس منه الظهر فالخطو مقصر
وعاد كفرخ النسر أعمى عن التي يريد طوال الدهر يهذي ويهدر
فإن أك شيخا فانيا فلربما أصبت الذي أهوى وما كنت أحذر
وإن جموع جمّة قد لقيتها وشرّ كثير عن شواني يحذر
وخير دعتني للنزال أجبتها وفي الكفّ مني مشرفي مذكر
وتحتي طمرّ مستطار فؤاده سليم الشّظى تهذ كميت مضمرما زلت إذ نادوا فزال ونلت ما ينال الكريم الأحوزي المشمر
فذلك دهر قد مضى حلو عيشه وغادرني شلو إلى الذئب يكسر
وقد كنت إما على القرن من حما أجود وأحمي المستغاث وأجتر
وللموت خير لامرىء من حياته بدارة ذلّ عليلا لا يوقر
يريد على البلايا، قال أبو حاتم: وآخر حرف في كتاب سيبويه علماء بنو فلان، يريد على الماء.