وفيهن عن أبوالهنّ بسالة وبسطة أيد «١» يمنع الضيم طولها
فدونكها «٢» يا بن الزبير فإنها مولّهة يوهي الحجارة قيلها
ولما طلق «٣» الفرزدق امرأته النوار ثلاثا قال لأبي شفقل «٤» : امض بنا إلى الحسن «٥» نشهده على طلاق النوار، قال: فقلت له: أخشى أن يبدو لك فيها، فتشهد عليك الحسن، فتجلد، ويفرّق بينكما، فقال: لا بد منه، فمضيا إلى الحسن، فأخبره، فقال له الحسن: قد شهدنا عليك، ثم بدا له بعد فادعاها، فشهد عليه الحسن، ففرّق بينهما، فأنشأ يقول «٦» :
ندمت ندامة الكسعيّ «٧» لما مضت «٨» مني مطلّقة نوار
وكانت جنتي فخرجت منها كآدم حين أخرجه الضّرار «٩»
فلو أني ملكت يدي وقلبي لكان علي للقدر اختيار «١٠» ولما «١١» ماتت النوار امرأة الفرزدق أوصت أن يصلي عليها الحسن بن أبي الحسن البصري، فحضر جنازتها أجلاء أهل البصرة، والحسن على بغلته، والفرزدق على بعيره، فقال له الحسن: يا أبا فراس، ما يقول الناس؟ قال: يقول الناس: حضر الجنازة خير الناس وشر الناس، قال: ما أنا بخيرهم، ولا أنت بشرّهم. يا أبا فراس، ما أعددت لهذا اليوم؟