للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧١٠ - أخبرنا عمران بن موسى، حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن عبد الله بن شداد: أن عمرو بن حريث زار الحسن بن علي. فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أبِي طَالِبٍ - عَلَيْهِ السَّلامُ-: يَا عَمْرُو، تَزُورُ الْحَسَنَ وَفِي النَّفْس مَا فِيها؟. قَالَ: نَعَمْ يَا عَلِيّ. لَسْتَ بِرَبِّ قَلْبِي تُصَرِّفُهُ حَيْثُ شِئْتَ. فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ: أمَا إِنَّ ذلِكَ لا يَمْنَعُنِي أنْ أُؤَدِّيَ إِلَيْكَ النَّصِيحَةَ.

سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَا مِنِ امْرِىءٍ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِماً، إِلا ابْتَعَثَ اللهُ سبْعِينَ ألفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ فِي أيِّ سَاعَاتِ النَّهَارِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَفِي أيِّ سَاعَاتِ اللَّيْلِ حَتَّى يُصْبِحَ" (١).


= لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس: ٣٤ - ٣٧]. {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: ٢] إنه الموقف الذي يكون فيه الإِنسان مغروساً في الأرض كالشجرة، لا يستطيع التحرك من مكانه حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وَفِيمَ أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به. إنه الموقف الذي يسأل فيه الإنسان عن كل ما قدمت يداه في الحياة من الخير والشر، وإن التصور اليقيني لهذا الموقف، والإِدراك الجاد لهذه الحقيقة، وإن الفهم السليم لنواميس الكون وقوانين الحياة، إن إدراك هذا كله يجعل الإِنسان يُحاسِب نفسه قبل أن يُحاسَب فيكبح جماح نفسه عن الاندفاع في تحقيق الملذات والانهماك في الانغماس في مستنقع الشهوات، ليكون {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: ٦٩].
(١) إسنادهَ صحيح، وهو في الإِحسان ٤/ ٢٦٨ برقم (٢٩٤٧). وأخرجه أحمد ١/ ٩٧، ١١٨، من طريق يزيد، وبهز، وعفان قالوا: حدثنا حماد بن سلمة بهذا الإسناد، وفيه زيادة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>