للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال - صلى الله عليه وسلم - " تنكح المرأة لمالها وحسبها وجمالها ودينها، ليك بذات الدين تربت يداك " (١).

ولقد قال - صلى الله عليه وسلم -: " من أراد أن يلقى اللهَ طاهرا مطهرا فليتزوج الحرائر " (٢).

المرتبة الثانية: حب البنين، وقد ذكر حب البنين بعد حب النساء، لأن البنين ثمرة الحب الأول، وفيه إشارة إلى التوجيه الإسلامي، وهو أن يكون حب النساء ذريعة إلى الإنجاب والنسل لَا لذاته، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: " تناكحوا تناسلوا تكثروا فإني مُبَاهٍ بكم الأمم يوم القيامة " (٣). وهل المراد من البنين الذكور فقط؛ الظاهر ذلك، ويزكي هذا قوله تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا. . .).

وما هو واقع بين الناس في الماضي والحاضر من أنهم يطلبون الذكر دون الأنثى، وأنهم يرون في كثرة البنين نصرة وفخارا، وفي البنت غير ذلك، ولكن لو أننا قلنا إن المراد الأولاد ذكورا كانوا أو إناثا لكان في النص القرآني متسع، لأن الابن يطلق ويراد الذكر والأنثى على سبيل المجاز، وإن محبة الولد بعد ولادته أمر فطري لَا فرق بين ذكر وأنثى، وإن كان الكثيرون يرغبون في الذكور دون الإناث فإن ذلك لَا ينفي المحبة الفطرية لأولاده جميعا، والعرب أنفسهم كانوا يحبون بناتهم وإن كانوا لَا يعتزون إلا بالبنين. وإني أميل إلى هذا؛ فالأولاد جميعا ثمرات القلوب وقرة الأعين، ولقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إنهم لثمرة القلوب وقرة الأعين، وإنهم مع ذلك لمجبنة مبخلة محزنة " (٤).

والمرتبة الثالثة: حب القناطير المقنطرة من الذهب والفضة. روى أن النبي

- صلى الله عليه وسلم - قال: " القنطار ألف أوقية ومائتا أوقية " (٥) وإن كانت الأوقية التي نعرفها هي


(١) متفق على صحته وقد رواه البخاري: النكاح - الأكفاء في الدين (٤٧٠٠)، ومسلم: الرضاع - استحباب نكاح ذات الدين (٢٦٦١).
(٢) رواه ابن ماجه: النكاح - تزويج الحرائر (١٨٥٢) عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
(٣) فتح الباري في شرحه حديث: من استطاع منكم الباءة (٤٦٧٧).
(٤) أخرجه ابن ماجه: الأدب - الوالد والإحسان إلى البنات، وأحمد: مسند الشاميين (١٦٩٠٤).
(٥) رواه الدارمي: فضائل القرآن - كم يكون القنطار (٣٣٣٤) عن معاذ بن جبل رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>