للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى). ويروي عن ابن عباس وبعض التابعين أن قوله تعالى: (فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى) أن معناها خالق الحب والنوى، وفالق في أصل معناه بمعنى فاطر أو يلتقيان في معنى واحد، وهو الشق، فمعنى فلق أي شق، ثم كان من الشق الإيجاد، وفاطر تطلق بمعنى خالق، كقوله تعالى فاطر السماوات والأرض أي خالقهما، و " الحب " هو ما ينتجه الزرع كالقمح والشعير والذرة، و " النوى " هو ما يكون في الثمار، كالتمر، والمشمش، والخوخ، وغير ذلك من الثمرات.

ووجه الإعجاب في خلق الحب والنوى هو التوجيه إلى أن هذا الحب يكون منه ذلك الزرع الأخضر، الذي تغلظ سوقه ويقوى، وإن هذا النوى يكون منه النخيل الباسق والدوحات العظام، ويكون منه ذلك الشجر المثمر المعروف، كما قال تعالى: (وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (٣٣) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (٣٤) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (٣٥).

وقد ضعف ابن جرير، تفسير " فالق " بمعنى خالق، لأنه لَا يوجد (فلق) بمعنى (خلق)، ولكن الزجاج جوَّز ذلك، وأكثر المفسرين على أن الفَلْق ليس معناه الخلق إنما معناه الشَّق، وإن الله تعالى يشق الحب ليخرج منه نبات أخضر فذلك إشارة إلى التوالد الذي يتولاه الله تعالى، فيشق الحب فيكون منه الزرع الذي يكون منه حب. .، متراكب كثير، ويخرج من الحبة الواحدة، زرع فيه حب كثير، والنوى يشق فيكون أشجار باسقة، وثمرات طيبة، ويكون من النواة، ثمر فيه نوى كثير، وثمرات ناضجة كثيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>