إن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعدهم بالبعث والنشور في أول دعوته لهم، فقد قال عندما أمره ربه أن يصدع بأمر ربه، وقال له:(فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكينَ)، وعندما قال له عز وجل:(وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)، قال - صلى الله عليه وسلم -: " واللَّه لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون "(١) واستمر يكرر هذه الدعوة لهم غير وانٍ ولا مقصر، وبمقدار استمراره كان جحود المشركين؛ ولذا أخبر اللَّه تعالى عنهم:(لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْن وَآبَاؤُنَا هَذَا مِن قَبْلُ) أكدوا أنهم وعدوا وآباؤهم الذين أدركوا النبي - صلى الله عليه وسلم - من قبل هذا الزمان، وقد أكدوا أنه وعدهم بقد، وباللام، ولكن مع توكيد وعدهم أكدوا إنكارهم له، فقد قالوا:(إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ)(إِنْ) نافية أي ما هذا الوعد المكرر إلا أكاذيب الأولين التي تقال في موضع السمر والتفكه بفارغ القول، جاء في مفردات الراغب في الأساطير:" قال المبرد هي جمع أسطورة، نحو أرجوحة وأراجيح، وأِفية وأثافى وأحدوثة وأحاديث "، أي أنها أخبار غير صادقة يتفكه بها، ويقطع الوقت بالسمر عليها، فليست حقا تتبع، ولا جَدًّا من