إن شريعة النبي الأُميّ هي شريعة الناس جميعا لَا فرق بين أحمر وأسود وأصفر، ولذلك أمره الله تعالى أن يخاطب بها الناس جميعا؛ ولذلك كان الخطاب بقوله:(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا) لَا فرق بين قبيل وقبيل وجماعة وجماعة، فما كان ما اشتملت عليه رسالتي علاجا لجماعة ظهرت فيها أمراض نفسية واعتقادية ولكن لصلاح البشرية أينما كانوا، وكما قال تعالى على لسان نبيه:(. . . لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ. . .). ولذا نادى الناس، ولم يختص بندائه المؤمنين، بل عم بندائه الناس، وأكد هذا التعميم بقوله تعالى:(جَمِيعًا) وبأن الرسالة إليكم معشر الناس أجمعين.
وإن الرسالة السامية ذات خطر وشأن، وتجب طاعتها، والاستجابة لها، وذلك لأنها من الله تعالى:(الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) فله ملك الكون والسلطان وهو مالك كل شيء دهذا الوصف، لإلقاء مهابة الرسالة في نفوس الناس، فهي رسالة من ملك السماوات والأرض، وله السلطان المطلق فيها، ولا يوجد سلطان مطلق في الوجود لغيره، وهو العزيز الرحيم.
وهو لَا يملك السماوات والأرض وما فيهما من أكوان فحسب، بل يملك كل حي فيها من نبات وحيوان وإنسان، وهو الذي يملك الحياة والموت؛ ولذا قال تعالى:(يُحْيِي وَيُمِيتُ).