للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ ... (٣٤)

مع الجنات والزروع والنخيل ثمار لأموال أخرى.

وكان حقا عليه أن يشكر هذه، وأن يشعر صاحبه بأن له حق الأخوة والصحبة فيها، ولكنه تكبر وافتخر بها، وإذا دخل الفخار في نفس من أنعم اللَّه تعالى عليه بنعمة، فإن الفخار وراء الغرور والكبر، إذ الكبر بطر النعمة وغمط الناس؛ وٍ لذا كان صاحبه أول من بادره بالمفاخرة (فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا)، (الفاء) للعطف مع التورية والترتيب، أي قال عقب أن حالت حاله إلى هذه الحال، (أَنَا أَكْثَرُ مِنك مَالًا)، وكأنه يقول له أنا أعلى منك منزلة لأنى أكثر منك مالا، ومنازل أهل الدنيا بنيت على المال، وإنه فوق كثرة ماله يحسب أنه أعز، إذ قال: (وَأَعَزُّ نَفَرًا)، أي أنه عزيز بعزة الذين تبعوه في أمواله ولكثرة نسبه، وأكثر أولادا، يعتز بهم وبقوتهم وذهب غروره بهذه الحال التي هو عليها ولم يحسبها فانية، لأن الكافر حسي لَا يؤمن إلا بالمادة المحسوسة ومن علمت عليهم وجعلها هما، لَا يكون تفكيره إلا من الحال القائمة والأمر الوجود أو حكم الواقع كما يقال في هذا الزمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>