للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِم مُّوسى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ).

جاء موسى بالبينة الدالة على رسالته، وجاء بالعصا التي ألقاها فإذا هي حية تسعى، وكان قومه على علم بالسحر، فإذا عرفوا أنها ليست سحرا قامت عليهم الحجة. وكلمة (ثُمَّ) للترتيب والتراخي، أي أنه بعد أزمان متعاقبة ومتطاولة بعث اللَّه موسى وهارون، ذلك أن موسى سأل اللَّه تعالى أن يرسل معه أخاه (اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي). أرسلهما اللَّه إلى فرعون وملئه، أي كبراء قومه والذين يحرضونه على الفسق في مصر، ويمالئونه على ما يدعيه ولم يذكر شعب مصر أي الكثرة الغالبة وكانوا مهملين لَا رأي لهم؛ كما وصفهم عمرو بن العاص في ذكره مصر " هى لمن غلب "، وقد بادروا بالتكذيب وعجلوا فيه دون أن يتفكروا ويتدبروا حقيقة الدعوة إلى الحق والبينات الشاهدة بأن موسى وهارون مبعوثان من اللَّه تعالى، ولذا قال سبحانه: (فَاسْتَكْبَرُوا) وكان العطف بالفاء للدلالة على المبادرة بالاستكبار، وفيه تكذيب وعلة للتكذيب، أي فكذبوا واستكبروا عن الاستماع إلى الحق وأصموا آذانهم ووصفهم اللَّه تعالى

<<  <  ج: ص:  >  >>