للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٧٠)

يظهر أن ذلك العتب كان والأسرى لَا يزالون بالمدينة أو أكثرهم، وكانوا قد دفعوا الفداء؛ وذلك لأنه سبحانه أمر نبيه بأن يخاطبهم هذا الخطاب وعبر بأنهم لا يزالون في أيدي المسلمين أو بعضهم.

خاطب الله نبيه بأن يقول لهم كلمة رحيمة هادية تقرب القلوب، ولا تجفيها، قال سبحانه لنبيه: (قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى)، أي لَا يزالون تحت سلطانكم، وقريبين منكم (إِن يَعْلَم اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يؤْتكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكمْ) أي إن يعلم الله في قلوبكم خيرا، وهو رجاء الإيمان منكم، أو قرب احتماله، يؤتكم خيرا مما أخذ منكم أي يؤتكم إيمانا وأن تكونوا في صفوف جيش الله ومع المؤمنين، فيكون الإيمان، وهو خير مطلق، وفضل عميم ويؤتكم من خير الغنائم أكثر مما أخذ منكم.

وهذا تحريض على الإيمان، وقوله تعالى: (يُؤْتكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ) من غنائم غنمها المسلمون، ومن فدية افتديتم بها أنفسكم، وقد روت صحاح السنة أن ممن شملهم خطاب النبي - صلى الله عليه وسلم - العباس بن عبد المطلب عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ويقول بعض المفسرين: إن الآية نزلت فيه، ونحن نقول: إنها تشمله فيمن كان معه من الأسرى الذي أخذت منهم غنائم في القتال، وأخذت فدية في الأسر، وقد عوض من الأمرين خيرا مما أخذ منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>