(مَنْ) هنا شرطية أو موصولة، و (الفاء) تدخل في خبر الموصول لما بينه وبين الشرط من صلة إذ هو في معناه، و (مِّن ذَكَرٍ أَوْ أنثَى) بيانية ليعمها الجزاء بعد أن عمها الفعل، وذكر (صَالِحًا) والموصوف والعمل غير مذكور سواء أكان مقدرا أم كان غير مقدر، وذلك ليتجه النظر إلى نية الصلاح والمصلحة في العمل، فإن الاعتبار للنية ككل خير في قانون الأخلاق العبرة فيه إلى النية، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى "(١).
وذكر هنا الذكر والأنثى مع أن الكل تشملهم التكليفات، والخطاب يشمل الذكر والأنثى، فيدخل الذكر ابتداء، ويدخل الأنثى بقانون المماثلة من حيث التساوي بينهما، ذكر الأنثى في هذا؛ لأن الجزاء بالحياة الطيبة والاطمئنان وهذه تهم الأنثى بالذات فكان ذكر الأنثى فيه فضل حث وتحضيض للأنثى على عمل الصالح لتطيب حياتها بسعادة واطمئنان في ظل زوج صالح.
وقال تعالى في جزاء الصلاح بنيته المعتزمة للخير، والحال أنه مؤمن ثابت الإيمان قوى اليقين استمر في إيمانه حتى لقي ربه راضيا مرضيا:(فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)، أي يحييه اللَّه تعالى حياة طيبة في الدنيا، و (الفاء) في جواب الشرط أو ما هو في معنى الشرط، وهو الموصول وقد أكد سبحانه أنه يحييه حياة طيبة بالقسم